عثمان أبوبكر مالي
في التراث العربي من روايات الأمثال العربية (الشهيرة) التي لا تُنسى ذلك المثل الذي تُروى مناسبته عن تاجر أستيقظ في منتصف ليلة على جلبة في منزله، فعرف أن لصاً يحاول سرقته، فذهب إلى المكان الذي يصدر منه الصوت، وحاول الإمساك باللص الذي قاومه وأفلت منه بعد أن حمل معه ما خفَّ حمله وثقل ثمنه، وبعد أن صدرت منه أثناء المقاومة (ضرطة) قوية رسخت في ذاكرة التاجر من شدتها، وبعد وقت طويل من تلك الحادثة أحتاج التاجر في أحد الأيام لمساعدة في حمل بضاعة في محله، فاستاجر (حمالين) هما أخوان توأم ليوصلا له البضاعة، وعندما أنحنى أحدهما ليحمل كرتوناً خرجت منه (ضرطة) قوية رنّت في أذن التاجر، فتذكَّر فوراً، وأمسك برقبة الحمّال، وقال (أنت سرقتني) واقتاده إلى الوالي، فأنكر الرجل وبشدة، وعندما سأل الوالي التاجر عن دليله على السارق، لم يكن لديه سوى قوله إنه سمع ضرطة، فقال الحمَّال لست أنا، إنما غالباً يفعلها أخي، فحوله الوالي مع أخيه إلى القاضي ليحكم في الأمر، وكان إحساس القاضي أن التاجر صادق، لكن لا دليل عنده، فجاءته فكرة (جهنمية) أمر بأن يعطى الحمّالين طعاماً، يجعلهما يخرجان صوت الريح غصباً عنهما، فأُحضر لهما بيض الدجاج مسلوقاً، وأمرهما بأكله، وأن يشربا عليه لبناً، وبعد وقت قصير، بادر الرجلان في إطلاق أصوات الريح، وكأنهما يتسابقان، وهنا سأل القاضي التاجر إن كان ما يسمعه هو نفسه، وأيهما صاحبه، فقال (كلا الأخوين ضَرّاط، ولكن شهاب الدين أضرط من أخيه)، فذهب قوله مثلاً يُضرب عند رغبة المفاضلة بين أمرين متشابهين، كلاهما قريان وفي مستوى واحد من السوء.
تذكّرت هذا المثل والكثير من الإخوان يسألني ويريد رأيي عن مباراة الغد ومواجهة (ديربي الغربية) الذي يجمع بين الاتحاد والأهلي فكان ردي هو ما قاله التاجر لسعادة القاضي!
كلام مشفر
* أرجو أن لا يغضب أحد من جماهير الناديين الكبيرين من التشبيه الذي ذكرته وعن قناعة، وصراحة لم أجد ما يمكن أن ينطبق على حال فريقي كرة القدم في الناديين الكبيرين، في هذا الوقت وما يقدّمه لاعبوهما، سوى هذا المثل المعبّر جداً عن وضعهما وأدائهما وفعلهما الكروي، وليس أي أمر آخر.
* ويمكن لمن يغضب أن ينسى التشبيه والمثل المذكور ويسحب عليه غيره من أمثال أخرى تنطبق هي الأخرى تماماً، على حال الفريقين، قبل مباراة الديربي، من ذلك قولهم: (شهاب الدين ألعن من أخيه) أو المثل المغربي الذي يقول (ما أخس من سيدي إلا ستي)، والمثل العامي الدارج في الحجاز (ما أخس من قديد إلا عسفان)، ومثل قولهم (ما أصخم من زعيط إلا معيط) وهكذا.
* موعد إقامة مباراة ديربي الغربية بعد ثلاثة أيام فقط من ديربي الرياض، سيكون ظالماً له (هذه المرة) إذا ما أراد أحد (المقارنة) بين الديربيين، سيقال له (أين الثرى من الثريا)، فبعد أن شاهدنا مباراة مثيرة، فيها (أفعال كروية) ونجوم وإثارة ومتعة وأهداف، يصعب أن يتكرّر ذلك في مباراة الغد بين الاتحاد والأهلي، والتوقع أن تكون مباراة مقفلة، وعكاً كروياً، والنتيجة في النهاية معروفة، وأرجو أن أكون مبالغاً، بل مخطئاً.
* سعدت بحضور حفل تكريم الفائزين في مسابقة التميز الإعلامي الذي أقامه اتحاد الإعلام الرياضي السعودي في الرياض، كانت مناسبة بهيجة جداً، وخطوة أخرى متقدِّمة تُحسب للاتحاد الشاب والنشط جداً ومجلس إدارته الموقرة، الذي قدم لنا في غضون أقل من عامين خطوات كبيرة، من خلال أعمال تطويرية كبيرة، تثقيف وتعليم ودورات متنوِّعة، نتطلع إلى أن تصنع مستقبلاً أجمل وأفضل وأنقى للإعلام الرياضي السعودي وغده المنتظر.
* كان من السعادة بمكان أن يجتمع العدد الكبير من الإعلاميين الرياضيين في مكان واحد وبأعمار تضم كل الأجيال التي لها عطاءات على الساحة وذكريات جميلة، وأدوار كبيرة، في خدمة الإعلام عموماً والإعلام الرياضي على وجه الخصوص، وتكون المناسبة (الاحتفاء) بالمتميزين منهم في حضور وتشريف كبير ومميز.
* أتوقّع أن المشاركات التي قدّمت في فروع المسابقة الستة المميزة، تستحق مزيداً من الاحتفاء، حتى بعد حفل التكريم للفائزين، من ذلك مثلاً أن تتم طباعة الأعمال المميزة التي تمت المشاركة بها، وتطبع في كتيب، وتكون بمثابة (دورة) لأصحاب المجال في كل فرع، وخصوصاً أنها بالضرورة أعمال (نموذجية).