خالد بن حمد المالك
على مدى أسبوعين كان الشارع اللبناني يغلي فيما يشبه الثورة، احتجاجاً على اختطاف حزب الله اللبناني للقرار في لبنان، وإقصاء البلاد عن محيطها العربي لصالح إيران، بما جعل من هذه الدولة العربية تابعة لطهران، وعاصمتها (بيروت) إحدى العواصم الأربع الإيرانية، كما تقوله وتدعيه الدولة الفارسية.
* *
وجاءت انتفاضة الشعب اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه ودياناته لتعلن رفضها لما وصلت إليه الحالة اللبنانية من تدهور، ومن تكريس للطائفية والمذهبية، ومن انجراف نحو المجهول، على حساب مصالح الشعب، وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وارتفاع نسبة البطالة والفقر بين المواطنين، وعدم قدرة الرئيس ورئيس الحكومة على أن يفعلا شيئاً أمام التسلط الإيراني ممثلاً في حزب الله وأمينه العام حسن نصرالله.
* *
الآن وقد استقال رئيس الحكومة سعد الحريري، استجابة -كما قال- لإرادة الشارع الذي ظل على مدى أيام يطالب بإسقاط الحكومة ورئاسة الجمهورية وحلّ مجلس النواب، والذهاب إلى انتخابات جديدة، وتشكيل حكومة إنقاذ لفترة قصيرة لا يكون تشكيلها من الأحزاب الذين يوصفون بأنهم فاسدون، ومتآمرون على لبنان، وأنهم سرقوا أموال لبنان، ومن ثمّ حولوه إلى دولة فاشلة.
* *
استقالة سعد الحريري من رئاسته للحكومة لا تعني شيئاً، إن لم يتم تنظيف لبنان من أسلحة حزب الله، وإن لم يتم التعامل مع حسن نصرالله على أنه عدو لبنان، وبالتالي رفض إملاءاته ذات الطابع الطائفي والمذهبي والفارسي.. وما لم يفك الرئيس عون وصهره وزير الخارجية باسيل ارتباطهما بهذا الحزب الكريه المتآمر على لبنان؛ فالمشكلة في لبنان تبدأ وتنتهي في التخلص من هذا العميل الذي اسمه حسن نصرالله.
* *
استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، كان قراراً تاريخياًَ مناسباً وضرورياً ومطلوباً، خاصة أن دول العالم تعاملت مع ثورة الشعب اللبناني بالصمت والسلبية، وتركت المواطنين في لبنان تحت رحمة عناصر حزب الله، وحركة أمل، الممولتين مادياً وعسكرياً من إيران، يمارسان أعمالاً إرهابية ضد المتظاهرين في عدد من المدن اللبنانية.
* *
وعلى الرئيس عون أن يستقيل هو الآخر، فقد كانت ولايته من أسوأ المراحل التي مرّت بها الدولة اللبنانية، فقد استلم وسلم قراره بأيدي حسن نصرالله أمين حزب الله، وإلى صهره وزير الخارجية باسيل اللذين عبثا بلبنان، وأساءا إلى مصلحته، وجرّدا الرئيس من حقه الدستوري في إدارة مصالح الدولة والمواطنين.
* *
على المتظاهرين أن يواصلوا احتجاجاتهم، ومظاهراتهم وعصيانهم، والتجمهر سلمياً وبكثافة حتى إسقاط الرئيس، وحل مجلس النواب، وتخليص لبنان من نفوذ حزب الله بتجريده من قوته العسكرية، وعليه أيضاً التأكد من محاسبة الفاسدين، واستعادة الأموال المنهوبة، وأن يختار للحكومة القادمة ولمجلس النواب عناصر من الكفاءات خارج دائرة الأحزاب والطبقة السياسية الحالية التي عبثت بلبنان منذ استقلاله وإلى اليوم، بما جعله الآن دولة مفلسة، وغير قادرة على الحياة.