احمد العجلان
يبدو أن لاعبي نادي الهلال لم يستفيدوا من درس السد في لقاء الرد الآسيوي، واتضح ذلك جليًّا في لقاء الدوري أمام النصر؛ فما إن تقدم الفريق بهدف إدواردو إلا وقد عاد لدوامة الثقة المفرطة، والاستهتار بمشاعر الجمهور أولاً، وكذلك الاستهتار بالخصم، وإعادة الكرة للخلف، ومحاولات بناء الهجمة بين غابة من سيقان لاعبي الخصم دون اكتراث لما سيحصل فيما لو خطفت الكرة، وهو ما حصل بالفعل في كرة الهدف الثاني التي خُطفت بتمريرة خاطئة من محمد البريك.
ويتساءل الهلاليون: هل يستفيد لاعبو الفريق من أخطائهم أم أن تلك الأخطاء تتكرر؟ والحقيقة إن اللاعبين لا يستفيدون من الأخطاء، بل يكررونها. والأسوأ من ذلك كله أنها أصبحت تنتقل بينهم كالعدوى. أما ما هي تلك الأخطاء؟ فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار؛ فلاعبو الهلال لا يبالون في مناطقهم الخلفية؛ فيكثرون من تناقل الكرات حتى تخطف منهم، ويسجل الخصم هدفًا أو أكثر، وهذا يحصل -للأسف- في فريق كبير مثل الهلال. ويكفي أن نتذكر كيف سجل السد ثلاثة أهداف في خمس دقائق، كلها كانت بأخطاء ساذجة من اللاعبين.
مرض الكرات الخاطئة بدأه في الهلال سلمان الفرج منذ مواسم عدة، وانتقلت العدوى لزملائه الآخرين، مثل عطيف وعلي البليهي، وأخيرًا محمد البريك. وأكاد أجزم بأن العدوى ستصيب حتى الأجانب طالما أنه لا رادع للاعبين.. فلو استخدم المدرب صلاحياته في استبدال لاعب أخطأ في مباراة مباشرة بعد الخطأ فسيكون للأخطاء التي هي جزء من لعبة كرة القدم، وليست كل اللعبة كما يحصل في الهلال.. سيكون لها هيبة؛ وسيخشى اللاعب الوقوع فيها، ولكن طالما أن الأمر متروك منذ مواسم، وهو يتكرر دون رادع، فالأمر سيزداد سوءًا..
اليوم ما زالت الكرة في ملعب الهلال؛ فالفريق هو المتصدر في الدوري، ووصل لنهائي آسيا بعد مشوار شاق وصعب، وأعتقد أن المحافظة على المكتسبات وإعادة الثقة للمدرج الفخم هما في يد اللاعبين فقط؛ فهم من يخطئ، وهم من يجب عليهم أن يعيدوا الثقة فيهم.. فما حصل منهم من أخطاء مستفزة مؤخرًا لن يصلحها سوى مستويات متألقة، يقدمونها في قادم الاستحقاقات، ولديهم فرصة كبيرة وعظيمة لكي يمسحوا كل تلك الأخطاء، ويقودوا فريقهم لانتصارات يسجلها التاريخ..
في نسختين ماضيتين خلال خمسة أو ستة أعوام خسر الهلال دوري أبطال آسيا في النهائي مرتين. وحتى لا يتكرر ما حدث فعلى لاعبي الزعيم أن يشعروا بالمسؤولية، ويلعبوا للوطن واسم ناديهم أولاً، ومن ثم لتاريخهم الشخصي؛ فستدوَّن البطولة في سجلاتهم.. وحذار من الأخطاء الساذجة، بل يفترض دائمًا اللعب بمبدأ الأمان، وعدم التهاون في المناطق الخلفية، وكذلك عدم التفريط في الفرص السهلة للتسجيل.
دروس كثيرة جدًّا حصلت للاعبي الهلال في السنوات القليلة الماضية. وحتى هذا العام يجب أن يستفيدوا منها، وأن تكون طريقهم لرسم البسمة على جماهيرهم خلال الاستحقاقات المقبلة.