لقد آلمنا ما حصل في الأيام الماضية من عمل إرهابي في محافظة بقيق وهجرة خريص بالمنطقة الشرقية، من استهداف معملين تابعيْن لشركة أرامكو بطائرات دون طيار، مما تسبب في نشوب حريق بهما تمت السيطرة عليهما من قبل فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو، هذا الجرم الكبير الذي قام به أعداء هذه الدولة المباركة هو في الحقيقة دليل قاطع على حقد هذه الطائفة الخارجة على بلادنا وولاة أمرنا، فهذا عمل منكر وجرم شنيع ينافي الدين والشرع والقيم والأخلاق، وينمّ عن خبث في قلوب منفذيه، الذين لم يراعوا حرمة الدماء المعصومة، والحفاظ على لحمة وتماسك هذا الوطن الآمن المستقر، بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين.
نحن في زمن تسلَّط فيه الأعداء على الإسلام وأهله، فحاربوا المسلمين بشتى الوسائل, حربٌ فكرية وحرب سياسية وحرب إعلامية وحرب عسكرية, عبر حلف صهيوني صليبي مجوسي صفوي وأتباعهم من الخونة؛ للسيطرة على المسلمين وبلدانهم، والواجب علينا جميعاً الالتفاف حول قادتنا والسمع والطاعة لهم بالمعروف وعدم الخروج عليهم وعدم التحريض عليهم، فإنَّ من ألدِّ أعداء الإسلام من يحارب الإسلام باسم الإسلام, كما هو حال الحوثيين وأتباعهم من الخونة, فقد أفسدوا في اليمن إفساداً عظيماً؛ فهدّموا المساجد ومدارسَ الحديث, ونهبوا وسلبوا وأخافوا الناس, وقتلوا الركع السُجود من عباد الله المؤمنين, وجمعوا الأسلحة استعداداً للاستيلاء على مكة المكرمة -حرسها الله-, وطمعاً في تخريب بيت الله الحرام وإيذاء حُجّاجهِ وزوّاره, ولكن قيَّض الله لهذا الدين من ينصره, لتبدد أطماع الأعداء وتعصفَ بحلُمِهم في مهدهم, فرمت بشهب الحق زُمَرَ أهلِ الباطل من الحوثيين وأعوانهم ومموليهم ومناصريهم, فأحرقت مخطَّطهم وبدّدت بالحق بغيهم وأحلامهم, فالحمد لله أن قيّضَ للدين نُصّاراً يحمون مقدساته.
وفي خضمِّ الأحْدَاثِ التي يموجُ بها العالمُ اليوم وما يشهده مِنْ اضطّرَابَاتٍ وَفِتَنٍ وَأَزَمَاتِ.. يَتَأَكَّدُ بَيَانُ الحكم الشرعي فيها على العُلَمَاءِ وطلبةِ العلم والخطباءِ والوعاظ، وعلى كل مربٍّ فطنٍ ووالدٍ غيور، بل وعلى كلِ مواطنٍ صالح يدرك أهمية اجتماع الكلمة على الحَقّ وضرورة وحدة الصف في وطنه بين مكوناته حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ، وضرورة الالتفاف على كلمة سواء مع ولاة أمره، ونبذ الفرقة وشق عصا الطاعة.
أقول: حق عليهم أن يعتقدوا ذلك ويبينوه لمن تحت أيديهم ممن ولاهم الله أمرهم من الأولاد والطلاب والجلساء تحقيقاً للأمر الرباني القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا؛ فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وأنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاهُ اللهُ أمْرَكُمْ. وَيَكْرَهُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ» (رواه مسلم).
حفظ الله علينا ديننا ومقدساتنا وولاة أمرنا ورجال أمننا، وأهلك المفسدين الحاقدين على الإسلام والمسلمين.