د. حسن بن فهد الهويمل
دأبت بعض المؤسسات الثقافية في بلادنا على تكريم بعض الرموز: السياسية، والثقافية، والعلمية. وهذه من مؤشرات الوفاء للأحياء، والأموات.
(دارة الملك عبدالعزيز) من المؤسسات الثقافية التي دأبت على تكريم رموز الوطن. ولعل من أبرز مشاريعها التكريمية:-
- الندوات التي نفذتها عن ملوك البلاد، وهي ندوات ثقافية، معرفية محكمة، تتناول الشخصية من كل جوانبها، عبر دراسات منهجية موثقة، ومحكمة.
وقد كان لي شرف الإسهام في تكريم (الملك سعود) رحمه الله. وها هي بصدد تنفيذ ندوة محكمة عن (الملك عبدالله) رحمه الله.
- الندوات التي نفذتها عن الرموز العلمية، والأدبية، والثقافية، وقد تعمدت تنفيذها في مسقط رأس الشخصية المكرمة.
وقد نفذت عدة ندوات، عن أدباء، وعلماء، ومؤرخين كان لي شرف الاشتراك في بعضها.
وها هي الآن تعد لندوة عن الشاعر (محمد بن عبدالله بن عثيمين) رحمه الله. وستكون دراستي حول (سعودياته) على غرار، ومنهج (سيفيات المتنبي).
هذه الفكرة الرائدة أخذت بها مؤسسات علمية، وثقافية، وإعلامية. وهي حق مشروع لكل مواطن بذل جهده، ووقته لخدمة أمته.
ما أتمناه أن يشمل التكريم الأحياء ليسعدوا، وتسعد أسرهم، ومريدوهم.
وبقدر وجوب العمل للوطن، وتوظيف القدرات، والمهارات لخدمة إنسانه، وأرضه، وأمنه، واستقراره، يجب على كافة المؤسسات حفظ الحقوق لهذه الشخصيات الاستثنائية في كافة القطاعات: العلمية، والأدبية، والإعلامية، والعملية.
لقد مُنِح صديقنا الأستاذ (عبد العزيز الشويعر) وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، لقاء ما قدمه من بذل سخي في وجوه الخير لكافة القطاعات، والمدن، والمحافظات.
وليس بغريب أن يمنح (أبو زكي) هذا الوسام من رمز العطاء، والإحسان (الملك سلمان) حفظه الله.
إذ لكل شخصية مفاتيحُها، ومُدَّخلاتها. و(الملك سلمان) من صفاته، ومفاتيح شخصيته، التي اكتشفتها، وأنا أكتب عنه السعي في حاجات الفقراء، والمعوزين، منذ أن كان (أميراً للرياض).
فهو الذي أسس الجمعيات الخيرية، والمراكز العالمية، لدعم الإنسان تحت أي سماء، وفوق أي أرض، على مبدأ :- (كل كبد رطبة فيها أجر).
بقي أن تبادر المؤسسات: الثقافية، والإعلامية، والتربوية في تكريم الرموز في هذه القطاعات الثلاثة، لأنها تنطوي على كفاءات ثقافية، وعلمية، وإعلامية، وتربوية، وهي حين تبادر تكسب تقدير الرأي العام، الذي يكن لهذه الرموز المحبة، والتقدير، والإكبار.
وبلادنا - والحمد لله - ودودٌ، ولود:-
(إذا طل منا سيدٌ قام سيدٌ... قؤول لما قال الكرام فعول)
لا أحب أن أنصص على الشخصيات الاستثنائية الراحلة، والتي تنتظر، ولم تبدل تبديلا.
فهم معروفون في حقولهم العلمية، والإعلامية، والتربوية.
لقد رحل عددٌ من الرموز كـ(القصيبي) و(الرشيد) و(السديري) و(الشبيلي) وآخرون، ولما يزل على قيد الحياة رموز لا يقلون عنهم: مكانة، وأداء. وحق هؤلاء جميعاً إسعاد أسرهم، ومحبيهم في تكريم يليق بمكانتهم.
وبلادنا: دولة، وحكومة، وشعباً جُبِلوا على الوفاء، ومعرفة الفضل لذويه (ولا يعرف الفضل لذويه إلا ذوو الفضل).
بل تجاوز عطاء المملكة، وتكريمها إنسانها، وأرضها إلى آفاق العالم، فهناك الجائزة العالمية (جائزة الملك فيصل العالمية)، وجوائز مماثلة باسم (الملك خالد) رحمه الله. و(الملك سلمان) حفظه الله.
كما أن هناك جوائز تقديرية تمنح من مؤسسات وطنية لعدد من رموز الوطن، في مختلف التخصصات، والمجالات. وهي اضافة إنسانية محسوبة لتلك المؤسسات.
فكم من جائزة تقديرية يشرف بها المانح، قبل الممنوح.