سلطان المهوس
لم تشهد القارة الآسيوية حراكًا كرويًا كالذي يحدث منذ خمسة عشر عاماً وحتى اللحظة، ابتداء من استحداث كأس دوري الأبطال (2003) مرورًا باعتماد معايير المشاركة الاحترافية الملزمة نحو مقاعد كل اتحاد( 2008) والتي أسهمت بثورة في عالم التنظيم الحديث لكرة القدم في آسيا وانتهاء بحقبة الوحدة الآسيوية والحوكمة والانفتاح العالمي بقيادة الرئيس الحالي الشيخ سلمان بن إبراهيم الذي يشهد عهده تطورًا بنظام كأس آسيا للمنتخبات ودوري أبطال آسيا.
القارة الأكبر والأكثر والأغنى تبدو على مسافة ليست بعيدة من الدخول لعالم مختلف، حيث تتكأ على إرث متصاعد يقلقه الموقف «الجيوسياسي» أحياناًً والهرولة نحو»النفوذ» فقط من أجل «البهرجة» وانعدام التخطيط البعيد المدى للاتحادات الأهلية والتي بدأت في التفكير جديًا بمستقبلها الكروي الآن.
مونديال كأس العالم (2002 اليابان, كوريا الجنوبية) (2022 قطر).
خمس عشرة نسخة لمونديال أندية العالم كان نصيب القارة الآسيوية استضافة 12 نسخة (اليابان أعوام 2005, 2008, 2011, 2012 و2015, 2016). الإمارات أعوام 2009 و2010 و2017 و2018، قطر 2019 و2020) فيما استضافت قارة إفريقيا نسختين (المغرب 2013, 2014) وقارة أمريكا الجنوبية نسخة واحدة (2000 البرازيل) وتوقفت البطولة منذ 2001 حتى 2004.
استضافة كونغرس الاتحاد الدولي «فيفا» واجتماع المجلس التنفيذي (2017 البحرين), (2017 كأس العالم للناشئين, الهند) (2017 كأس العالم للشباب, كوريا الجنوبية)، (2016 كأس العالم للسيدات تحت 17 عامًا, الأردن) (2019 استضافة اجتماع المجلس التنفيذي للفيفا, الصين).
المستقبل.. (2021 كأس العالم للأندية بنظامها الجديد 24 فريقًا, الصين) (كأس العالم للشباب تحت 21 عام, إندونيسيا) (2021 كونغرس الفيفا, اليابان).
مثلما كان عام 2017 وجهة العالم الكروية في آسيا سيكون 2021 وجهة آسيوية عالمية وهو ما يعني أن المال والإمكانات والقوة البشرية كنز «آسيا» ومصدر ثقة وارتياح «الفيفا» الأمر الذي يتوجب طرح سؤال مهم: وماذا بعد؟؟
هل ستظل القارة مجرد «مضيف» كريم جدًا لا يهدف سوى إرضاء ضيوفه؟؟!!
لقد نجحت خطة الإلزام بمعايير دوري أبطال آسيا ورفعت سقف احترافية الكثير من الدوريات المحلية ونجحت خطة إنقاذ الآسيوي من الانهيار الذي حدث بين عامي «2012-2013» بقيادة الشيخ سلمان عبر تطبيق الحوكمة وخلق الوحدة الآسيوية وقوة التسويق ومأسسة العمل الإداري والفني وتطوير المسابقات، وهو ما يعزز المطالبة بإجراءات خططية أخرى لصناعة معايير أكثر متانة وإلزامًا لكل الدول الأعضاء وتضمينها «قانون اللعب المالي النظيف» وتقريب جغرافية الشرق والغرب الفنية «لا أحد يصدق أنهما لا يلتقيان سوى بمباراتين كل عام..!!»
آسيا غنية بمواردها المالية وإن كانت الاتحادات مسؤولة أولى عن تطوير نفسها، فالتجارب أثبتت أن وضع المعايير القارية يجعلها في مرمى التنفيذ بدلاً من التأجيل وهو أحد أهم خيوط لعبة التطوير المنتظر أحداثها..!!
هل نرى بطولات أخرى ومعايير أكثر متانة وخارطة طريق تنطلق من 2021؟
فعل الشيخ سلمان بن إبراهيم ما يسمح له بأن يكون رائد التغيير الآسيوي، فمن الإفلاس المالي والديون إلى اتحاد يملك المليارات، ومن بطولة منتخبات ضيقة الأفق إلى واحة لكل القارة، ومن بطولة أندية لم تتغير إلى زيادة عددية تفتح مساحات وتكتشف أخرى..
اليوم آسيا بحاجة للوائح ومعايير أكثر صرامة..
إلى أعضاء يدركون قيمة «القارة» ولديهم شغف بأن تكون « المستقبل» مثلما هو شغف الشيخ «سلمان».!!