عبده الأسمري
وهب للإعلام عمره فسكب الموهبة «خبراً» في منصات التأثير وسبك «الهبة» جبراً في نواصي «الأثر».. فكان «زامر» التلفاز الذي أطرب الشاشة و«عامر» التقديم الذي ميز «المايك».
رفع اسمه بالهمة فكان «مفرد» الطموح و«مثنى» المطامح.. وكتب جملته الفعلية بفعل مبنى على «المعلوم» وفاعل تقديره «هو» في سيرة ناطقة بالنتائج مستنطقة بالوقائع.
إنه الإعلامي والمذيع الشهير محمد الطميحي أحد أبرز وجوه الإعلام الفضائي في السعودية والخليج والعالم العربي.
بوجه جنوبي حنطي اللون تطغى عليه ملامح طفولية تسكنها «البراءة» مع تقاسيم «جازانية» أصيلة تتشابه مع والده وتتكامل مع أخواله وعينان واسعتان تنضخان بالإنصات ومحيا أنيق موشح ببذل ملونة زادته «بهاءً» وأكملته «زهاءً» مع قوام رشيق يستند على كاريزما تنبع منها الطيبة الشخصية والتمكن «المهني» مع صوت جهوري ينضب بمفردات إعلامية وتفردات لغوية موجزة منجزة كأنما ترى «بالبصر» ولغة بيضاء مشفوعة بعبارات الأخبار واعتبارات التقارير مسجوعة بأسئلة السياسة ومحاور المعرفة ونقاط الفكر ومناقشات الحوار، أمضى الطميحي من عمره سنينا وهو يرسم «مشاهد» الصدى الذاتي» في مسيرة بدأت بالصحافة وتوسطت «ميادين التقارير» الاحترافية وعلت لتصل إلى إدارة حوارات «الساسة» وقيادة فرق العمل الإخباري وصناعة «البرامج» وتقديم أهم الساعات الفضائية كمذيع أول وإعلامي أمثل يوزع الاحترافية بكفاءة في كل اتجاهات التخصص.
في الرياض ولد وتفتحت عيناه على أصول «العصامية» في غدو والده ورواحه وهو يتجه ببزته العسكرية إلى «قصر الحكم» ملبيا نداء الوطن في وظيفته العسكرية ثم انتقل إلى «المنشأ الرئيس» جازان الباذخة بزف «المبدعين» و«البارزين» حيث تعتقت روحه صغيراً بالفل الجازاني والكادي الصبياني ونشأ مخطوفاً إلى «سير» العلماء والأدباء التي كانت عنوان «داره» وتفاصيل «ديرته».
نشأ الطميحي بين أب كريم وأم عظيمة علماه «ماهية» الأمنيات سراً وجهراً فركض بين أقرانه في قريته «الصغيرة» «الحصامة العليا» متأبطاً شهادات تفوقه مشبعاً المكان بحكايات «الأماني» التي كان يلقيها في حضرة «عائلته» في كل مساء مجللاً بوصايا الحكمة الأبوية ومكللا بثنايا الحنان الأموي فكبر وفي قلبه «أناشيد» الذكريات وفي يمناه علامة الانتصار وفي يسراه إشارة التحدي.. وظل صغيرا يستمع لنشرات الأخبار وهو يراقب فطاحلة «التقديم» مثل ماجد الشبل الذي يعده «مثلا أعلى» وسبأ باهبري وغالب كامل فنمت في نفسه تعابير «المهنة» واكتملت في روحه «عبر» المهمة.
تلقى الطميحي تعليمه العام في منطقة جازان «منبع» أصله «ونبع» توهجه ثم درس الإعلام تخصص «إذاعة وتلفزيون» في جامعة الإمام محمد بن سعود وكان يواجه الحياة بعطاء أسرته رغم محدودية الإمكانيات. تخرج ثم ارتبط بإذاعة الرياض من خلال دورة تدريب رسمية للمواهب الشابة ثم تعين كمذيع متعاون وقدم عدداً من البرامج الإذاعية. والتحق بصحيفة الرياض إذ تعلم فيها صياغة الأخبار وإعداد التقارير والتحقيقات.
انتقل الطميحي إلى راديو سوا في أغسطس عام 2003 وساهم في تأسيس مكتبه الإقليمي في دبي وعمل خلالها كمراسل إقليمي لقناة الحرة في الخليج وقام بتغطية العشرات من القمم والمؤتمرات والدولية.
مارس الطميحي العمل الميداني حيث غطى زلزال باكستان في 2005 حين تنقل بكاميرته بين المناطق رغم التحديات والخطورة، وفي 2007 تفرغ بشكل كامل لقناة الحرة وأدار مكتبها في الرياض. وهناك قام بتغطية قمم عالمية وزيارات لزعماء دول إلى السعودية.
ساهم الطميحي مع فريق عمل محدود في انطلاقة أم بي سي إف أم من دبي وعمل فيها كمذيع أخبار ورئيس تحرير نشرات قبل انطلاقة محطة الراديو الجديدة بانوراما أف أم والتي يعتبر الطميحي من المؤسسين لها.
يشغل الطميحي منصب مذيع أول بقناة العربية. ومقدم برنامج (صناعة الموت) وهو البرنامج الأكثر في نسبة المشاهدة على شاشة القناة.
إضافة إلى مساهمته في تأسيس نشرة الرابعة التي تهتم بالشأن السعودي وكان مقدمها الرئيسي لأربع سنوات متتالية.
شارك في تغطية العديد من الأحداث وعلى رأسها أحداث الربيع العربي.
أجرى لقاءات خاصة مع زعماء ورؤساء وشخصيات كبرى وكان عضواً فاعلاً في الوفد الإعلامي الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عندما كان ولياً للعهد في زياراته الرسمية لعدة دول. حصل الطميحي على عشرات الدورات الإعلامية العميقة والمتخصصة من عدة جهات، وأقام عدة دورات وورش عمل في السعودية وخارجها.
محمد الطميحي.. وجه الإعلام السعودي «الفاخر» الذي كتب للأجيال «منهج» الكفاح من عمق «الفلاح» إلى أفق «النجاح».. فوقف «متوجاً» في منصة «الكبار» بمستويات «الاعتبار» في المهارة و«الاقتدار» في المنتج.