فهد بن جليد
تخصيص حفلات فنية لكل من الجاليات (الباكستانية والهندية والفلبينية) ضمن موسم الرياض، لفتة إنسانية واستثمارية ذكية، تتضمن رسائل عدة لها دلالات إيجابية عن حياة هؤلاء وعوائلهم والترفيه عنهم، وهو ما ينعكس كذلك على سمعة المملكة وحياة المقيمين فيها، وقد لاقت الخطوة قبولاً كبيراً وردود فعل إيجابية داخل وخارج المملكة بحضور قنوات وصحف باكستانية وهندية لتغطية الحفلين السابقين للفنانين (عاطف أسلم وراحت فاتح علي خان) ومُتابعتهما، فيما تترقب القنوات الفلبينية ووسائل الإعلام والتواصل هناك الحفلة الغنائية الفلبينية المقبلة، وأرجو ألاَّ تتوقف مثل هذه الخطوات النوعية في فتح المجال لتحسين وتجويد حياة المقيمين وتحسينها، والتي تضمن أيضاً استثمار قدرتهم الاستهلاكية داخل المملكة بما يتناسب مع دخلهم، ويلبي احتياجاهم ورغباتهم وتحويلهم إلى مُستهلكين إيجابيين يصرفون جزءاً من المال الذي يكسبونه داخل المملكة، بدلاً عن جمعه وتحويله للخارج فقط.
سبق أن كتبتُ هنا عن وجود عشرات الفرص الاستثمارية لإشغال وقت فراغ المقيمين وأسرهم، واستثمار بعض الهوايات لدى مختلف الجنسيات بتهيئة أماكن مُناسبة لاستثمار هذه الهوايات بشكل أفضل، بما يعود بالنفع علينا اقتصادياً، ويحسن من حياة هؤلاء، وضربت لذلك مثالاً واحداً نشاهده نهاية كل أسبوع في معظم المُدن والحواري تقوم به بعض الجاليات الآسيوية عصر كل يوم جمعة وهو يوم الإجازة الرسمي، بتجمعهم في بعض الأراضي البيضاء لمُمارسة لعبة الكركيت الشهيرة في بلدانهم، التي لا يوجد لها ملعب لدينا مُتاح لهم، وهو ما يشجع رجال الأعمال السعوديين على استثمار مثل هذه الهواية بتخصيص ملاعب أو أماكن رياضية وترفيهية ومشاريع مجهزة بأسعار مُناسبة تخدم هذه الفئة، بشكل منظم يعود بالفائدة على الجميع.
يمكننا خلق مُعادلة اقتصادية جديدة بالاستفادة من التطور والمتغيرات التي تشهدها الحياة في المملكة، باستثمار حاجات المقيمين الترفيهية والترويحية، بحيث يمكن إشباعها وتوفيرها بالشكل الذي يتناسب مع الأنظمة والعادات والقيم السعودية بمشاريع ترفيهية ورياضية دائمة، تضمن لنا دخلا اقتصادياً جديداً، بتحويل المقيم إلى مستهلك، وتشجيعه على صرف جزء من المبلغ الذي يكسبه داخل المملكة بشكل يُحسِّن ويجوِّد من حياته ويشعره بالترفيه والسعادة.
وعلى دروب الخير نلتقي.