د.عبدالعزيز الجار الله
تحرك لبنان الشارع والثوار والشعب في التظاهر السلمي ضد التدخل الإيراني في لبنان عام من عام 1979م، وضد حزب الله منذ 1982 تأسس حزب الله، والقوى الشيعية الأخرى منذ اجتياح إسرائيل الجنوب اللبناني عام 1982م التي تدعمهم إيران في التسليح والمال والمقاتلين، وضد الطائفية والحزبية التي حاصرت لبنان منذ الاستقلال عام 1943م وحتى الآن. لأن الشعب اللبناني يطالب بدولة لبنان الجديدة خالية من الحزبية والطائفية الضيقة التي جرت البلاد من تأسيسه، خصوصاً من أوائل السبعينيات التي انطلقت فيها شرارة الحرب اللبنانية بين القوى المسيحية اللبنانية والمنظمات الفلسطينية، ثم الدخول في الحرب الأهلية الشاملة عام 1975 وحتى عام 199م.
العراق يمر بنفس مخاض لبنان الخلاص من إيران وولادة العراق الجديد، كذلك الحال اليمن يبحث عن الخلاص من إيران والحوثيين والبحث عن اليمن الجديد، وتتجه الأنظار إلى سورية بعد التدخل التركي لتصبح سورية لقوى متعددة: روسيا وأمريكا وقوى بشار الأسد والمعارضة السورية وإيران وحزب الله وتركيا والأكراد. وعبر هذه التكتلات يبحث الشعب السوري عن سورية الجديدة.
هذه ليست أحلاماً عربية لدول: سورية والعراق واليمن ولبنان، هذه الدول التي قال عنها ساسة إيران إنهم يحتلون عواصمها وقراراتها السياسية، نراها اليوم تحت ضغط الشراع العربي تقوم بالتظاهر لطرد إيران من بلدانها، فهل اكتملت دورة إيران السياسية بعد الأربعين سنة وبدأت تطوى صفحتها التمددية في تصدير الثورة العسكرية إضافة إلى الثورة المذهبية الشيعية، إيران محاصرة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وهذا بدوره عجّل في طي صفحتها من الوطن العربي وعودتها إلى الشواطئ الشرقية للخليج العربي لتبدأ رحلة الانفصال والاستقلال في حرب الأقليات والأقاليم التي تطالب بالانفصال والتحرر عن هضبة فارس وهم شعوب من البلوش والأحواز والأكراد والتركمان والأذار وغيرهم ممن تتعسفهم فارس في دولة أطلقت على نفسها إيران بدلاً من فارس لتشمل أقاليم الدول التي تشترك معها في حدود.