صيغة الشمري
في سابقة غير مألوفة نشأت مراشقات إعلامية بين وزير التعليم السابق أحمد العيسى ووزارة التعليم على إثر نشر الأول تغريدات ينتقد فيها التعليم مما جعل الوزارة تحاصر الوزير السابق بعدة عواصف رعدية منها اتهامه بأن كلامه مجرد تنظير وإثارة الرأي العام والبلبلة -تمنيت أن أضع بجانب هذه العبارة صورة وجه يعبر عن قمة الاستغراب من تلك الوجوه التعبيرية التي تستخدم في منصات السوشال ميديا- إذ إن الكثير مما انتقده الوزير السابق كان موجوداً وهو على رأس الوزارة ولم يفعل حياله شيئاً، حتى أن انتقاداته لوزارة التعليم قبل تنصيبه وزيراً لم يفعل حيالها شيئاً، وللأمانة فالتعليم قبل زمن هذين الوزيرين الموقرين وهو يتهاوى من «جرف» إلى «دحديرة» كما يقول العوام عندما تتردى الحال من سيئ إلى أسوأ، واستمر الحال قبل وأثناء وبعد هذين الوزيرين الموقرين، منذ أن كان اسمها وزارة المعارف وهي تعاني الأمرين بدءاً من الاسم الذي مرة يضاف له التربية ومرة التعليم، ويبقى الله وحده أعلم بما فيها حقيقة من معارف أو تربية أو تعليم!
وليس انتهاء بضعف الكثير من المناهج التي يبدو أنها معضلة ستستمر سنوات عديدة طالما أن كل وزير تعليم يأتي ليبني له مجداً خاصاً يسجل باسمه من قرارات وتغييرات لن يحاسبه أحد على فشلها، مثل فكرة التعليم المطور التي أودت بأحلام الآلاف من أبنائنا رغم كل النداءات التي كانت تطالب وتحذر من فشلها قبل أن تبدأ، مثلها مثل فكرة اختبارات القدرات والقياس التي لا تحتاج إلى جهد كبير لاكتشاف بأنها ستلحق بفكرة التعليم المطور، وسيتم إلغاؤها ولن يتم محاسبة أحد على فشلها، هذه الفكرة التي لم ينتفع منها سوى المدرسين الأجانب الذين تملأ الجدران إعلاناتهم وأرقام هواتفهم مدعين قدرتهم السحرية على مساعدة الطلاب على تجاوز هذه المواد الدراسية التي لا ملامح لها، والحقيقة أن قدرتهم السحرية ليست سوى نسخ مجمعة من اختبارات سابقة، مشكلة التعليم لا يجب أن تعالج كمشكلة داخل الوزارة نفسها، بل يجب أن تعالج على مستوى أكبر بكثير نظراً لما يمثله التعليم من أداة مهمة من أدوات الاستثمار بالطاقة البشرية من أجل بناء وطن قوي يملك أساساً متيناً من أبنائه القادرين على الحفاظ على مكتسباته واستمرار نموها وتطويرها.