فهد بن جليد
تحرُّك الأطفال على مساحة 20 ألف متر مربع في مهرجان الرياض للألعاب مكسبٌ بحد ذاته، والأجمل هو ممارستهم الجسدية بعض الألعاب الإلكترونية التي سحرتهم، وجعلتهم يتسمرون أمام الشاشات أثناء لعبها (أون لاين) ساعات طوالاً. وهذه ثقافة جيدة، لها فوائد من أوجه عدة؛ إذ ستجعل الطفل يدرك أن اللعبة الإلكترونية التي يشاهدها أو يلعبها على الشاشة يجب أن تبقى إلكترونية، حبيسة القيم؛ ولا يمكن أن تتحول لواقع معاش في حياته اليومية. وفي ظني إننا نقضي هنا على مغامرات استخدام السيارات أو اقتناء الأسلحة واستخدامها من البعض بشكل عشوائي وضار في مقاطع ومشاهد مؤلمة، نتابعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ونقضي كذلك على الجرأة التي نشاهدها من بعض المراهقين في شوارعنا، التي تهدد حياتهم وحياة الآخرين من حولهم، بسبب تأثرهم ببعض ألعاب المغامرات والسباقات والتحدي المليئة بالجرأة والتهور.. وعودة اللعبة لوضعها الطبيعي، وعدم تأثرها بالحوادث على الشاشة، وهو ما لا يمكن أن يحدث في الواقع.
أن تطلق من قلب السعودية نحو العالم 10 ألعاب إلكترونية جديدة لأول مرة، ويرتبط اسمها بمهرجان الرياض للألعاب الذي يوطن 500 لعبة إلكترونية لأول مرة في المملكة، فهذا اعتراف كامل بأهمية الرياض، وأنها من العواصم التي تحمي حقوق الملكية الفكرية، فيما يخص الإصدارات الأصلية للألعاب الإلكترونية وألعاب القيم، في حين أن بعض العواصم المتقدمة تشهد وتسمح ببيع أشرطة منسوخة وغير أصلية في انتهاك واضح لحقوق الملكية الفكرية. صحيح أن هذا المهرجان لن يستمر طويلاً، وسينتهي خلال هذا الأسبوع، ولكنه سيظل فرصة ليشاهد الأطفال الشخصيات الإلكترونية على أرض الواقع، ويستمتعوا باللعب المتواصل.
رغم وجود عاملين أجانب تابعين لهذه الشركات العالمية، قَدِموا من بلدانهم الأصلية خصيصًا لهذا المعرض، فإنني كنت فخورًا بمشاركة أكثر من 2140 شابًّا وشابة من السعودية لإنجاح هذا الحدث العالمي المليء بالمتعة والفائدة والمنافسة. وهذه من المكتسبات الوطنية التي ستبقى حتمًا، عندما يطور هؤلاء الشباب من أدواتهم وقدراتهم، ويضيفوا لتجاربهم المزيد من الخبرات.. ومن يدري فلربما كان هذا الحدث (نواة)، نستطيع من خلالها بناء مدينة ألعاب إلكترونية جاذبة، تكون مقصدًا للزوار والباحثين عن المتعة والمغامرة والبهجة.
وعلى دروب الخير نلتقي.