سلطان بن محمد المالك
برنامج الزائر الدولي، مقترح أتمنى أن يتم تطبيقه لدينا في المملكة على أن تتبناه وزارة الخارجية مع وزارة الثقافة وبمشاركة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والبرنامج المقترح هو أن يتم الطلب من السفارات الأجنبية القيام بترشيح عدد من الشباب والمسؤولين من كل دولة لزيارة المملكة والتعرف عليها مع وضع برنامج للزيارة، يشمل ليس فقط برنامجاً سياحياً بل يكون هناك برنامج ثقافي متكامل يتعرف من خلاله الزائر على المملكة عن قرب وينقل تجربته عند عودته لبلده.
برنامج الزائر الدولي تم تطبيقه في الولايات المتحدة الأمريكية ونجح كثيراً وزارها من خلاله أكثر من 700 زائر، وهو برنامج تقوم به الحكومة الأمريكية كل عام، ويتم اختيار الأشخاص حسب ترشيح سفاراتها في مختلف الدول وتنقسم البرامج إلى: دولية تجمع كل الجنسيات، وإقليمية تجمع الأشخاص من الدول العربية، وهناك برامج مخصصة لبلد واحد فقط. البرنامج انطلق إبان الحرب الباردة، وكان يركّز على الاتحاد السوفيتي، ضمن ما أسموه برنامج «التبادل الثقافي»، وأخذ بعد ذلك بعداً رسمياً كأحد أهم الأدوات للسياسة الأجنبية الأمريكية أثناء حكم الرئيس الأمريكي آيزنهاور. البرنامج تابع لوزارة الخارجية الأمريكية، يسعى إلى تطوير الفهم الثقافي بين مواطني الولايات المتحدة ومواطني الدول الأخرى، وهو أحد برامج الدبلوماسية العامة التي نجحت فيها أمريكا.
كثير من المسؤولين والنخب في عدد من الدول حول العالم كانوا من ضمن حضور البرنامج المكلف مادياً ذو الأثر الكبير على تغيير الصورة النمطية عن أمريكا وكسب ولاء المنضمين للبرنامج لنقل تجربتهم في دولهم. التركيز في البرنامج على استقطاب الشباب المؤثر والنخب المؤثرة، والتي يتوقعون منها أن تكون في مواقع المسؤولية في دولها.
مملكتنا الحبيبة تشهد حالياً العديد من التغيرات وهناك تركيز كبير على جذب العالم الخارجي للمملكة، ومع فتح التأشيرات السياحية وازدهار البرامج الثقافية التي تقدمها وزارة الثقافة وغيرها من الجهات الحكومية الأخرى، ومع ما لدينا من برامج سياحية كبيرة أعلن عنها وسوف يعلن عن غيرها لاحقاً، أجد أن تبني مثل هذا البرنامج الرائع بأسلوب سعودي قائم على كرم الضيافة والحفاوة بالضيف أخذاً في الاعتبار وضع أهداف محددة للتحقيق، سوف يكون له أثر كبير على تسويق السعودية وعلى تغيير الصورة النمطية التي يرسمها الإعلام الخارجي وبعض السفارات الأجنبية عنا بشكل سلبي.