مها محمد الشريف
طالبت وزارة التعليم وزيرها السابق أحمد العيسى بعدم التنصل أو التهرب من مسؤولياته إبان تسلمه المسؤولية في الوزارة، محملين إياه والقائمين على المؤسسة التعليمية مسؤولية أرقام نتائج الاختبارات الوطنية لعام 2018 لطلاب وطالبات الصفين الرابع الابتدائي والثاني المتوسط. هذا ما نشرته صحيفة عكاظ بالخط العريض «كفى تنظيرًا.. لا تتهرب».
ولكن كالعادة، عندما تبدأ وسائل الإعلام في الكلام لا توجد طريقة لإسكاتها، وقبل أن يتاح الوقت الكافي لاستيعاب هذا النقد على الجميع أن يعي أن التعليم بحاجة إلى تطوير من قبل الوزير السابق العيسى ليعطي أفضل النتائج، وبالتالي فإن مبدأ التغيير لابد أن يكون في حركة متسارعة ليواكب العقول ويشارك في البناء الداخلي لإنسان اليوم.
هذا الأمر يثير السؤال: مدارسنا.. هل بيئتها مشجعة؟ سؤال طرح في 20 ديسمبر عام 2014 بعيدًا عن قياس نجاح المناهج التعليمية أو الخطة التعليمية، لأن التسارع الكبير في الزمان يفرض التطوير والتحديث، ويعني ذلك أنه كلما بعدنا عن توجيه النقد أو تبادل الاتهامات، لابد أن نذكر أن الجميع يعمل ويبلي حسنًا وعلينا ألا نجعل هذا التأثير ضئيلًا للغاية.
لا شك أن المتغيرات المتلاحقة خصوصًا التقنية وبرامجها لم يكن النشء بمنأى عن تأثيرها المباشر, بل البعض منها استهدف الطفل من خلال برامج الألعاب الإليكترونية، وخلق سوقًا كبيرًا وضخمًا لها، ولاحظ الكل مدى تأثيرها على جوانب سلوكية وتربوية الأطفال ومنحهم جانب مفرح لم يجدوه في البيئة المدرسية، وسنذكر مثالًا بسيطًا.
فمنذ تم افتتاح متجر الشكولاتة الصغير بجوار تلك المدرسة وعيون الأطفال تتأمله كل صباح ذهابًا وإيابًا, فالفرح يتهيأ بأبسط الأدوات, والنفوس البريئة اليانعة لا تحتاج إلى برهنة لكي تفرح, إن وجدان الإنسان خليط من أشياء عدة لا تخلو من فرح وحزن ودواع أخرى كالخوف, ولكن بمقدورنا تخفيف صخب الساحات وكثرة التوجيهات, والأعداد الكبيرة في المدارس.
لذا يمكننا القول إن السعادة في متناول الجميع تتلألأ كالنجوم في سماء الحياة, وأعتقد أن ما نحتاج إليه هو تطوير طرق التفكير في احتمالات المستقبل وإكمال النقص في الجوانب الأخرى. ومراعاة إدراك الطفل, فالحياة مسرح كبير وأدوار متشابهة، فقد انتهى جيل وأتى جيل يتوق للنشاطات الذهنية المتنوعة والأدوار المتغيرة التي تتلاءم مع العصر. فالإصلاح المدرسي يبدأ من التربويين والعاملين في قطاع التعليم وينتهي بالطلاب لأن الوقت داهمنا ونحن لا زلنا نرسم خططًا بديلة, وثمة أمران لا يندمجان أبدًا, النقص والكمال والقديم والحديث
يبدو لي أننا هنا إزاء حاجة حقيقة تقتضي مزيدًا من الجهد لنستوعب عناصر التغيير الفعّال وخصوصًا التي تؤسس طريق المستقبل، ومن هذه الأسباب بكل تأكيد الظاهرة المعلوماتية التي فرضت نفسها كعنصر حاسم في صياغة المستقبل. لهذا, علينا أن نؤدي دورنا كاملاً في تهيئة البيئة المناسبة التي تتوافق مع ثورة الاتصال وتقنية المعلومات، فالقدرات التي يمتلكها جيل الشباب اليوم تجاوزت الخطط الراهنة ومرحلة التلقين. فنحن هنا نبني إنسانًا للغد لرؤية طموحة 2030، وهذا من أصعب أنواع البناء على الإطلاق بناء الفرد لأنه يمنح امتيازات تنتمي إلى اختصاص العلم وفهم الحقائق.