د.عبدالعزيز العمر
بحسب علم التعلّم والتعليم (Science of Learning) أصبح من المسلَّمات والبديهيات أن لا نختبر أي طالب ما لم نقدّم له قبل ذلك الفرصة الكافية والظروف الملائمة لكي يكسب تعلّماً نوعياً يمكِّنه من تحقيق أفضل إنجاز تحصيلي ممكن، وفي حال لم يتحقق للطالب مثل هذه الفرصة فإن المدان عندما ينكشف تواضع نتائج اختبارات الطالب هو غالباً النظام التعليمي نفسه وليس الطالب، لكون النظام أخفق في توفير فرص تعلّم ثرية ونوعية تمكِّن الطلاب من اجتياز الاختبارات التحريرية والوصول إلى المعايير التعليمية المستهدفة. هذا يعني أن العودة إلى الاختبارات التقليدية الصارمة يجب أن يرافقها توفير بيئات تعلّم مدرسية جاذبة ومشجّعه، وإعداد معلمين على درجة عالية من التمكّن العلمي والمهني، واحترام عقول الطلاب. في فنلندا مثلاً لا يوجد لديهم اختبارات بصورتها التقليدية المعروفة، بل إن التعليم الفنلندي لا يكلِّف الطلاب بأي واجبات منزلية، ولكن عندما يغادر طلابهم مدارسهم يكون النظام مطمئناً تماماً إلى أن جميع الطلاب حصلوا أثناء وجودهم في مدارسهم على فرص تعلّم نوعية وتدريب كاف مكَّنهم من تحقيق مستويات تعليمية متميزة عندما يعود الطالب الفنلندي إلى منزله تجده يستمتع بكل ما هو متاح له في المنزل من ترفيه دون أن يُجبر على فتح كتاب، وهو ترفيه ممتع للطالب ولا يخلو عادة من أي تعلّم مقصود. أما عندما يعود طالبنا من مدرسته إلى بيته فسيجد غالباً النصح أو اللوم والتقريع ينتظره.