رقية سليمان الهويريني
لم أجد مبرراً لتأخر وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء في منع وضع السكر في العصائر برغم خطورة المشروبات والعصائر المحلاة بالسكر، وعدم الاكتفاء ما تحويه من سكريات! ولا أخفي سعادتي الخاصة بتشديد الوزارة في هذا الشأن وتلويح الهيئة بتطبيق العقوبات في حال عدم الالتزام بالتعليمات.
وطالما ثبت أن السكر خطير وضار على الصحة فلِمَ لا تنشط الوزارة بالتوعية وحشد الجهود للتقليل من استخدامه في الحلويات الشرقية كالكنافة والبسبوسة التي تفيض بـ(الشيرة) خصوصاً أن بلادنا تحتل المركز الأول على مستوى العالم بالإصابة بالسكري بنسبة 38 % وفي تزايد مروع!.. فالمملكة تسجل زيادة سنوية بأعداد المصابين بمرض السكري بنحو150 ألف حالة مرضية جديدة سنوياً، وبنسبة نمو عالية جداً، بحسب تصريح أطباء الغدد وأمراض السكري بعد مؤتمر لمناقشة أحدث مستجدات علاج مرضى السكري في مدينة الرياض.. كما أن المملكة تصرف معدل ألف دولار سنوياً على المريض الواحد.
ويأتي الإقبال على الحلويات والآيسكريم من لدن فئة الشباب والسيدات على وجه الخصوص، وهم عادة المستهدفون بحملات الدعاية والإعلان والتشجيع على تناولها، حيث يروّج لها في قنوات التواصل الاجتماعي، ويشاع عنها أنها تدخل السرور للنفس وتمد الجسد بالطاقة، بينما الواقع يختلف تماماً؛ فالمنتجات المحتوية على السكر لها أضرار على الجهاز العصبي والهضمي والدورة الدموية.. وأثبتت الدراسات المتخصصة مدى تأثيرها السلبي والخطير! وقد تؤدي للإدمان إذا زادت عن حدها، والسكر مادة تكاد تكون قاتلة، لما تسببه من ضرر على البنكرياس فيؤدي لتلفه، وزيادة استهلاكها ينتج عنه زيادة بالوزن.
ولئن كانت المملكة بحمد الله رفعت أسعار الكولا ومشروبات الطاقة بنسبة100 %؛ فإن إيجابيات هذه القرارات الحازمة قد ساهمت في الحد من بيع وتداول تلك المشروبات لضررها على الصحة الجسدية وتأثيراتها النفسية وهو ما نأمله في منع وضع السكر في العصائر أو وضع القِطر بطريقة مشوقة مع الحلويات. وأرجو أن يمتد القرار لمنع السكر في المخبوزات وجميع أنواع الكعك، ليكون عام 2020 عام الصحة والعافية.