فهد بن جليد
تحسنت فيها بيئة الأعمال، وباتت جاذبة للاستثمار والإقامة أكثر من أي مكان آخر نتيجة تكاثر فرص النجاح والجذب بفضل تلك المشاريع العملاقة الفريدة، ووضوح الأنظمة والقوانين والتشريعات الجديدة التي جعلتها بالفعل أرض الأحلام.. تلك هي السعودية باختصار، التي ما زلنا نرى أننا في بدايات تحوُّلها، وفي الخطوات الأولى لتحقيق أهداف رؤية 2030 التي بدت ملامحها تتشكل لتتضح معها الصورة أكثر، وتتغير المعادلة نحو الأصوب؛ لتأخذ المملكة المكانة اللائقة والمناسبة لها ولحجمها الاقتصادي الكبير. فباعتراف البنك الدولي يأتي تحقيق بلادنا المركز الأول عالميًّا في إصلاحات بيئة الأعمال تأكيدًا لحجم العمل الكبير والخطوات الجبارة التي اتخذتها الحكومة في سَن القوانين ووضع الأنظمة التي تسهّل الإجراءات، وتسرّع من الحصول على الخدمات بطريقة سلسة ومتقدمة وعصرية. إنه بالفعل تحوُّل لافت في موقع السعودية وتربعها على صدارة سلم تقرير ممارسة الأعمال الأخير. نحن لم نقفز لصدارة سلم ممارسة الأعمال 2020 فقط، بل إن عين المنصف ستجد أن جميع مناحي الحياة في السعودية بدت أجمل وأسهل من ذي قبل، بفضل المراجعة المستمرة والدائمة لحزمة الأنظمة والإجراءات، وتسابق المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة لتبسيط إجراءاتها وخطوات التعامل معها بالاستفادة من أحدث التقنيات والتطبيقات الإلكترونية المعتمدة في العالم. لقد بات معيار النجاح والمنافسة بين المؤسسات والمصالح السعودية هو في سهولة التعامل وسرعة الإنجاز؛ وهو ما خلق بيئة صحية وجاذبة لرؤوس الأموال، ومغرية ومشجعة للتعامل معها بكل دقة وسهولة، وكأن حقيقة الأمر أننا لم نتفوق على غيرنا فحسب، بل تفوقنا على أنفسنا في التحوُّل بهذه الطريقة، والتخلص من الخطوات والإجراءات الروتينية الطويلة والمملة، التي كانت تُفقد المملكة الكثير من الفرص والمزايا، وتمنحها للآخرين من حولنا كمكاسب. ولكن الانفتاح السعودي على أنشطة ومجالات استثمارية جديدة ومنوعة في مختلف المجالات، مع سهولة الإجراءات البينية والتدفقية الداخلية والخارجية، المالية والإدارية، جعل حياتنا أسهل، وأعلى من كعب التجارة والأعمال في السعودية، وأعاد الأمور لنصابها الصحيح والطبيعي. ألف مبروك ما تحقق في هذا الوقت القصير من عُمر الأمم، وعلينا قراءة الأمر بأنه خطوة رائعة في طريق طويل نحو أهداف وأحلام وطموحات عنانها السماء. وليكن هذا النجاح خير حافز لاتراف العالم بتأثير ما نقوم به لمواصلة التطوير والعمل الدؤوب للاقتراب أكثر من أهداف رؤية المملكة 2030 في مقبل الأيام.
وعلى دروب الخير نلتقي.