سهوب بغدادي
فيما أسلفت في مقال ماض تحت عنوان «المجلس السعودي للدبلوماسية العامة» مفهوم الدبلوماسية العامة أو الشعبية التي يندرج منها أشكال عديدة أو -بعبارة أخرى- قوى عديدة المجالات والتفرعات والأبعاد، في هذا النسق، اقتبس من المقال نبذة تعريفية عن المصطلح السابق «تعني الدبلوماسية باختصار (فن الإقناع والتفاوض) فيما تأتي الإستراتيجية في المقابل (فن الإكراه)، حيث لا تخرج كل من الدبلوماسية والإستراتيجية من بوتقة الفن وتطبيقه لتحقيق الغاية الأسمى للسياسة ألا وهي الوفاق الداخلي والأمن الخارجي. ويمكننا تمثيل الدبلوماسية بنهج الثعلب والإستراتيجية بنهج الأسد فإن لم تحقق الأولى الأهداف المرجوة سيأتي الأسلوب المكمل لها -الإستراتيجية- تباعاً فكلاهما أداتان متكاملتان تخدمان هدفاً واحداً. بطبيعة الحال توجد العديد من مستويات الدبلوماسية من حيث القوة والتأثير ومدى الرسمية في التعامل», من هنا نستنبط أن الترفيه في المملكة وجه جديد من أوجه الدبلوماسية العامة وقوة ناعمة بعيدة عن التكلّف والرسمية والبروتوكولات، في حين يقدّمنا الترفيه بالتزامن مع انفتاح السياحة في المملكة العربية السعودية إلى العالم الخارجي بصورة مختلفة غير معهودة, كما أرى في موسم الرياض الحالي نقلة نوعية غير مسبوقة للترفيه بشكل عام ضمن ديموغرافيا العالم العربي, واضعين نصب أعنيننا عامل الوقت -70 يوماً- وعدد الفعاليات المقامة وعالميتها. إن الترفيه يعكس روح الشعب الممتزجة بالعراقة والمتطلعة إلى المستقبل في آن واحد. كما أشجع الأفراد والمؤسسات على المساهمة في هذا المجال بشكل إيجابي بعيداً عن التكلّف والاستغلال الخاطئ لشعارات المواسم، كإعلان لمركز طبي لفت انتباهي ذات يوم غير ببعيد، حيث أعلن المركز عن جلسات تجميلية بمناسبة موسم الرياض، يا للغرابة! فما علاقة التجميل بشعار موسم الرياض؟ لم أجد تفسيراً عقلانياً سوى رغبة المركز في الربح عن طريق استمداد الصورة الإيجابية المرتبطة بالترفيه لتسويق منتجاتهم بين المنافسين عن طريق أنسنة الدعاية باعتبار أن الترفيه سمة إنسانية مبهرة ولامعة الأصداء في هذه الفترة للعب على المشاعر واستقطاب أكبر عدد من الزبائن. يجب أن نتسم بالوعي والحماية فيما يخص كل ما يسهم في رفعة الوطن وأبنائه.