فهد بن جليد
التراشق الإعلامي لا يُعفي من المسؤولية إطلاقاً، وليس من مصلحة أحد ما يحدث بين وزارة التعليم ووزيرها السابق من تغريدات وبيانات حول قضية نتائج ومستوى الطلاب وإلغاء التقويم المُستمر، فالانتصار لوجهات النظر المتناقضة ومُحاولة التبرير عبر تويتر ومنصات التواصل الاجتماعي ليست هي الحل الأمثل -برأيي- خصوصاً في مثل قضية التعليم التي تحتاج إلى حقائق ونتائج ثابتة، فلا مجال كما ذكرت في مقال أمس الأول لأي تجارب تخضع للصواب والخطأ، فأنت تتعامل مع النشء والجيل الذي يجب أن يحظى بأعلى معايير الاهتمام والحرص، فالمُراجعة الدورية للقرارات والأنظمة المُطبقة أمر جيد ومطلوب متى ما تمت بخطوات واضحة وإستراتيجيات تحقق أهدافاً مرسومة، وليس وفق رغبات وقناعات الأشخاص حتى لو كانوا مسؤولين عن التعليم في هذه المرحلة أو مراحل سابقة، فالأشخاص يتغيرون.
الشفافية أمر صحي، ومن المُستحسن أن يتابع الناس التفاصيل ويعلمون ما يجري وفق مُختلف وجهات النظر، خصوصاً وأنَّ برامج التواصل وقنوات الاتصال الحديثة ألغت كل الأدبيات السابقة في جعل الأحاديث عن هكذا موضوعات حبيسة الأروقة والمكاتب المُغلقة، فإذا كنت أتمنى أن تبقى بعض المواضيع بعيدة عن الطرح والتراشق العلني فإنَّ مواضيع التعليم ستكون على رأسها، لأنَّنا نحتاج تكاتف وتعاضد المدرسة والمعلم والبيت والطالب في الدفع نحو الأمام بتطبيق أفضل الأنظمة المُتفق عليها والتي يتم إقرارها وتطبيقها، بعيداً عن سماع كل وجهات النظر المتناقضة، أو الشعور بالحساسية المُفرِّطة في الرد على أي رأي أو التعليق على أي خطوة.
أتمنى أن تتسامى نفوس الرجال الكبار والدكاترة الأفاضل، وتعلوا الهِمَم، ليبحث الجميع عن آلية وطريقة لإيصال الرسائل ووجهات النظر التي تخدم الموضوع، بالزيارة أو اللقاء أو الاتصال المباشر أو حتى حلقة النقاش والاستعانة بالخبرات وسماع مُختلف الأصوات ووجهات النظر بعيداً عن التشويش على التعليم وأهله، وجعل هذا الموضوع حديثاً للمدارس والجامعات والمجالس, بانقسام الناس حول تبني وجهات النظر والتفكّه والسمر على قضايا تعليمية مصيرية، يجب أن يتم تناولها بحس وطني وأبوي بعيداً عن الانتصار للنفس، فتعديل الخطأ أصوب من تبريره أو الاستمرار فيه، تماماً مثلما أنَّ من حق أصحاب الخبرة والمعرفة والتجربة إبداء رأيهم وإسماع صوتهم، فكُلنا آباء والتعليم يعني الجميع.
وعلى دروب الخير نلتقي.