إبراهيم بن سعد الماجد
1319هـ تاريخ مولد المملكة العربية السعودية، هذا العام، بل اليوم من هذا العام الذي غيّر وجه الجزيرة العربية، وغيّر حال قبائلها، وحاضرتها، وباديتها، بشكل جذري.
كان هناك رجال لهم حضورهم، ولهم بصماتهم المختلفة في هذا التكوين الحضاري، سواء هؤلاء الرجال الذين كانوا مع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- يوم الفتح، أو هؤلاء الرجال الذين كان لهم، فيما نسميه اليوم بالدعم اللوجستي لقيام الدولة.
في يوم من الأيام كنت مع بعض الأبناء ومررنا بمدخل الرياض الغربي، وإذا بأسماء الرجال الذين كانوا مع الملك عبدالعزيز أثناء الفتح، مثبتة في مجسّم المدخل، وسألني أحد الأبناء عن بعض الأسماء المذكورة، بشيء من الاستغراب، كونه لأول مرة يسمع بهم! وكنت للأسف لا أملك من المعلومات إلا مجرد أن هذا الاسم ذُكر كأحد الرجال الذين كانوا مع الملك عبدالعزيز ليس إلا.
وقبل أن يأتي من يقول إن سيرهم الذاتية ذُكرت في كتاب (فتح الرياض) أقول إن تساؤل الابن، وجواب الأب، يأتي كون هؤلاء الرجال لم ينالوا نصيبهم من البيان في مناشطنا الثقافية التي ربما أعطت البعيد من الإبراز مما جعله علماً على حساب رجال هذا الوطن!
أذكر رجال الملك عبدالعزيز كنموذج فقط، لأسماء سعودية كثيرة هي في طي النسيان، على الرغم من دورها الكبير سواء في المجال السياسي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو غيره من مناحي الحياة المختلفة، نُسيت، فيما أُبرز أسماء أقل منها بكثير، نتيجة لقربها من الإعلام، ليس إلا.
تاريخ الأمم، والأوطان إذا لم يعتني به الأقربون، فليس متوقع أن يتناوله الآخرون بأي شكل من الأشكال.
نعرف أسماء عربية وإسلامية وعالمية، كان لهم بصمات معينة في مجتمعاتهم، لم تكن بمستوى هذه الأسماء السعودية المنسية، ولكن كون مجتمعاتهم أعطتهم ما يستحقون من التوثيق التاريخي عرفناهم، بل إن بعضهم حضي بالبحث والدراسة من قبل الباحثين من عوالم أخرى، فحفظته المكتبات.
أسماء سعودية في طي النسيان، ليس عنوان استهلاكي لمقالة عابرة، وإنما وأيم الله أردت به استنهاض همم المؤسسات المعنية، بل والأفراد المهمومون بحفظ تاريخ رجال هذا الوطن العظيم، وجاء هذا العنوان بعد أن تعرّفت على أسماء -مصادفة- لرجال عظماء لا يعرفهم ولا يعرف سيرهم إلا أسرهم!!
الوطن كبير ورجاله كبار، وحقه وحقهم علينا كبير، ونحن كبار قادرون -بإذن لله- على القيام بأكبر الأدوار.