فيصل خالد الخديدي
تعد الخدمة المجتمعية من ضرورات المجتمع الحديث والتي يشارك أفراده ومؤسساته الخاصة بتقديمها من خلال دعم وتأسيس عدة مجالات تعود بالنفع على أفراد المجتمع وتدعم ما يقدم من خدمات حكومية في المستويات التنموية والوقائية والعلاجية, ومن أبرز المجالات التي تستحق دعم القطاع الخاص والاستثمار فيها وتحقق شيء من تطلعات الرؤية السعودية الطموحة، المجالات الثقافية والفنية وهي رغم أهميتها إلا أنها تعاني من قلة الالتفات لها من قبل المؤسسات الخاصة, ولكن مع ندرتها في الساحة التشكيلية المحلية إلا أن ثمة جهود تذكر فتشكر ولعل من أبرزها ما يقدمه الشيخ طلال زاهد وحرمة السيدة نادية الزهير.. واللذان حملا على عاتقهما نشر ودعم الجمال في شتى مجالاته ابتداء من اقتناء الأعمال التشكيلية للفنانين السعوديين والعرب والتي شكلت لديهما قاعدة عريضة من المقتنيات فاقت الأربعة آلاف عمل موزعة بين منزلهم في جده والذي خصص لأعمال الفن المصري ومنزلهم في درة العروس والذي خصص لأعمال الفنانين السعوديين ومنزلهم في الهدا بالطائف والذي خصص لمجسمات الفنانين السعوديين، ولم تتوقف جهودهم في دعمهم للفن التشكيلي السعودي على ذلك، بل امتدت لرعاية المعارض وورش العمل واستضافة الفنانين العرب ودعم طباعة كتب وتأسيس لمسابقة تشكيلية عاشت الطائف قبل أيام نسختها الثالثة بدعم ورعاية كاملة منهما وحملت اسم مسابقة الزاهدية للفنون البصرية، بعد أن أنهت رحلت نسختيها الأولى والثانية بين مكة وجدة حطت رحالها في محطتها الثالثة بالطائف، وستنطلق في وجهتها القادمة للمدينة المنورة مثلما ذكر ذلك الشيخ طلال في رحلة حب ودعم منه للفن في مناطق المملكة.
إن مثل هذه الجهود والمبادرات من رجل أعمال حمل هم الجمال ودعم أبناء بلده في هذا المجال تحترم وتقدر ويشاد بها في كل مقام, فاستشعار المسؤولية الاجتماعية تجاه البلد وأبنائه سلوك نبيل وواجب وطني يقدمه من حمل حب وطنه بين جنباته واخذ على نفسه هم نشر الوعي وتنمية المجتمع فكرياً وثقافياً واجتماعياً ومضاعفة الطاقة المنتجة بين أبناء المجتمع ودعم ورعاية المواهب وهو ما قدمه الشيخ طلال زاهد وحرمة السيدة نادية زهير من خلال دعمهم وعطائهم المستمر.