محمد المنيف
الحديث أو الكتابة عن عبد الرحمن السليمان صعبة لأمرين الأول أنه صديق قريب جداً تجمعني به علاقة أزلية تحولت إلى ما يمكن وصفه بالأخ أكثر منه صديق والأمر الآخر حجم ما قدمه للفن التشكيلي إدارياً وإعلامياً، تشاركنا في بعضها، منها الشراكة في رئاسة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية مع ما تشاركنا فيه من إلحاح في الطلب إعلامياً لتأسيسها أو تواصلاً مع مسؤولين إلى أن تحقق الحلم.. أما الجوانب الثرية في مسيرة الزميل عبد الرحمن فلا تعد أو تحصى ناقداً وناشراً ومهيأ الفرص للأجيال وداعماً لهم خصوصا في المنطقة الشرقية حينما رأس لجنة الفنون التكميلية في جمعية الثقافة والفنون بين الأعوام (1987 - 2000) ثم مدير عام للأنشطة ورئيس قسم الإعلام في الجمعية إضافة إلى علاقاته الأفقية المتوازنة مع كل الفنانين محلياً وعربياً، ودعمها لها بسفراته وشد الرحال المتواصلة لأي مناسبة تشكيلية أو مهرجان إما بدعوة من الجهات المنظمة أو بسعي منه لكسب المعرفة، عاد مردودها الكبير على قلمه الذي يحط رحاله في كل الصحف المحلية والعربية وإبداعه التشكيلي الذي نثر عطره في أماكن كثيرة اقتناء من مؤسسات أو أفراد.
ويمكن العودة لعمله رئيساً للجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة في الدمام التي دامت على ما يزيد عن الثلاثة عشر عاما وصل عطاؤه فيها إلى مناطق المملكة بمعارض جماعية للجمعية أو إثراء الساحة بالندوات والمحاضرات التي كانت حدثاً هاماً في تلك الفترة، ولم يتوقف نبع السليمان من التدفق فله في مجال التأليف جولة جعل الفن المحلي مصدراً لها فمن كتاب مسيرة الفن التشكيلي إلى كتاب الفن التشكيلي في المنطقة الشرقية مكملاً بهم مسيرته الطويلة في العمل الصحفي كمحرر لصفحات الفن التشكيلي في جريدة اليوم مع ما له من مقالات عدة في جريدة الحياة والجزيرة والرياض وغيرها تصب في نهر الفن المحلي نقداً وتحليلاً وقراءات جعلته في مصاف الكتاب العرب.
أعلم ويعلم الجميع أن ما جاء في هذه الزاوية لمحات عن تاريخ الزميل عبد الرحمن سيكون لها مساحة أكبر عند جمع الزوايا التي استعرضنا ونستعرض من خدموا الفن التشكيلي السعودي.