علي الصحن
بعد مباراة الذهاب بين الهلال والسد احتفل بعض الهلاليين بالوصول إلى النهائي القاري، وجزم آخرون من غير الهلاليين بأن الفريق قد أنهى مهمته في نصف النهائي، وبين مطرقة الإفراط في الثقة وسندان التخدير، ومع توالي الانتصارات وصدارة الدوري، دخل لاعبو الهلال مباراة الإياب، وسط أكثر من (20) ألف مشجع جاء معظمهم للاحتفال بالتأهل، ووسط شعور واضح أن لا شيء سيقف في وجه الفريق.
بعد مباراة الذهاب كتبت في منصة تويتر تغريدة نصها: (من يقول إن مهمة الهلال أمام السد قد انتهت، وأن المباراة خلصت.. إما أنه لا يريد بالهلال خيراً أو أنه لا يريد بالهلال خيراً..)، وقد أكدت مباراة البارحة الأولى ما ذهبت إليه ومعي آخرون، وكاد التأهل أن يتسرب من جعبة الهلال كما يتسرب الماء من الكف!!
هذه هي كرة القدم، تسعدك يوماً وتعبس في وجهك يوماً، ليس فيها فائز دائم ولا نتائج مضمونة، وكل شيء متوقع فيها، وهذا سر إثارتها وجمالها.
تقدم الهلال في الذهاب بأربعة، ثم سجل هدفاً مبكراً في الإياب، ووسط الاحتفال الأزرق كانت الكرة تطل بوجهها الآخر، وترسم خطاً مختلفاً، وبدلاً من الاحتفال تحول الجميع إلى محاسبين يوازنون الكفتين ويقلبون حسبة الهدف بهدفين، ومن يتأهل بهذه النتيجة، ومن سيخرج بتلك.
(الزود أخو النقص) في كل الأمور، وهذا ما لم يحسب بعض الهلاليين حسابه، وعلى كل حال فقد انتهى الأمر وتأهل الهلال، لكنه خرج بدروس عدة من موقعة الثلاثاء الصعبة.
عرف الهلاليون ومدربهم أن فريقهم وإن كان ينتصر ويتصدر، يحتاج إلى الكثير، وأنه لم يصل بعد للمرحلة التي يمكن الرهان عليها، ولا أظنه سيصلها بأدواته الحالية، والحقيقة يجب أن لا تغضب البعض.
عرف الهلاليون أيضاً أن هناك أسماء مهما تطور مستواها فإنه لا يمكن الرهان عليها في نهاية الأمر، وأن القائمين عليه يجب أن يبدأوا في البحث عن المزيد من الأسماء القادرة على خدمة الفريق وبأقل الأخطاء.
وعرف الهلاليون أن مهر البطولة أصعب مما يتصور البعض، وأنها تحتاج إلى المزيد من العمل والجهد وتوقع جميع الاحتمالات.
وعرف الهلاليون أن التحضير النفسي للاعبين لم يكن كما يجب، وهو أمر يجب عليهم التنبه له قبل النهائي، فهذا الجانب مهم جداً ولا يقل قيمة عن الأمور الفنية في مثل هذه المنافسات، كما أنني أرى أن خبرة الإداري الحالي قد لا تسعفه حالياً، وهو ما يلزم الاستفادة من نجوم الفريق السابقين خلال هذه المرحلة، ولا أظنهم سيبخلون على فريقهم بشيء.
وعرف الهلاليون ضرر التخدير الزائد عن حده، وقبل المباراة كنت في حديث مع الزملاء قلت فيه، إني قلق رغم نتيجة الذهاب المريحة، لكن الهلال من الأفضل أن يلعب تحت الضغط!!
هناك لا يمكن أن يتلاوم الهلاليون على تأخر الإدارة في حسم صفقة اللاعب المحور الدفاعي الذي افتقده الهلال كثيراً بعد إصابة كنو، فلا الفرج ولا عطيف يقوم بالدور الدفاعي بالشكل المطلوب، والدعوات أن يتمكن كنو من اللحاق بالنهائي، فهو عنصر كبير ومهم للغاية في القائمة الزرقاء.
تأهل الهلال وبقيت المهمة الصعبة في النهائي، وهنا أقول .. ربما كانت الخسارة في صالح الفريق، فهي لم تفقده حظوظه، وهي مناسبة لأن تكشف الفريق لمدربه والقائمين عليه، وتوضح الأخطاء لوضع الحلول المناسبة لها.
الخسارة مؤلمة... لكنها ضرورية في بعض الأحيان.