فهد بن جليد
كعمل مسرحي فكاهي أنا مُتأكد من تقبل الجمهور وضحكهم كثيراً عند حضورهم لفصول وأحداث مسرحية الذيب في القليب والتي كتبها الزميل خلف الحربي بمشرط الخبير، عبر طرح التحولات التي عاشها المجتمع السعودي بحالة ساخرة وفكاهية نادرة كادت أن تختفي عن أعمالنا الفنية، لتصل رسالة هذا العمل الفني الذي يعكس حالة واقعية على يد ناصر القصبي ورفاقه من عمالقة الفن السعودي بعد غياب 30 عاماً عن الوقوف على خشبة أبي الفنون، وهذه المرة يعودون برفقة جيل شاب جديد ستُضيف لهم التجربة خبرة جديدة لتختصر الزمن، وتمنحهم قيمة فنية إضافية بالوقوف أمام هؤلاء الفنانين الكبار كأمثال د.راشد الشمراني و د.عبدالله السناني بحضور الجمهور وجهاً لوجه.
تحديث القصة والمسرح السعودي بإدخال الفرق الاستعراضية الراقصة، والصدمة والجدل الذي قد يحدثه تخفي ناصر القصبي وحبيب الحبيب بملابس نسائية وقيامهم بإسقاطات جريئة أمام الفنان علي الحميدي الغامدي على خشبة المسرح، يذكرنا ببدايات المسرح الكويتي التجاري الذي غدا اليوم علامة فاصلة في الخليج، خصوصاً تلك الأدوار التي ألهب بها عبدالناصر درويش في مسرحية انتخبوا أم علي، وطارق العلي في مسرحية شليويح وغيرها من الأعمال المسرحية الجريئة، وفي ظني أن الحديث عن المسرح السعودي التجاري سيكون مُختلفاً بعد هذا العمل كحقبة جديدة، لأنَّ الدعم والترتيب والتنظيم والتخطيط لهذا العمل تم بعناية وبشكل احترافي من المؤلف إلى المخرج مروراً بالمُنتج وأبطال العمل، إضافة للموقع الذي تعرض عليه المسرحية، وهي لفتة يشكر عليها موسم الرياض رغم أنَّ المسرح في الأساس من عمل وزارة الثقافة التي أتمنى أن تتاح لها مساحة أوسع وحضور أكبر في دعم العمل الثقافي مُستقبلاً.
في 13 يونيو 2018 كتبتُ هنا مقالاً بعنوان (المعهد السعودي العالي للفنون) تحدثتُ فيه عن ألم إغلاق شعبة المسرح الوحيدة في جامعاتنا والتي احتضنها قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، وكيف كان لها أكبر الأثر على الإعلاميين الذين تخرجوا في تلك الحقبة لأنَّ دراسة مسرح 101 والإلمام بأبجدياته ضرورة إعلامية وثقافية، ناهيك عن المُتخصصين في المسرح كعلم أكاديمي وتخصص دراسي، واليوم نتطلع أن تقوم وزارة الثقافة بإنشاء (معهد عالي للفنون) ليكون المطبخ الذي يقدم لنا الفنانين والمُنتجين والمُخرجين والمصورين السعوديين، وكل أدوات العمل الإبداعي والفني الوطني.
وعلى دروب الخير نلتقي