عثمان أبوبكر مالي
حتى وإن تأخرت كثيراً وكثيراً جداً، إلا أن إدارة نادي الاتحاد السعودي اتخذت في النهاية القرار الذي كان لا مفر منه، بإقالة المدرب التشيلي سييرا من تدريب الفريق؛ بعد أن ذاق معه جمهورالنادي ألواناً من المعاناة والمرارة والأسى، وهو يرى حلم بداية صناعة فريق قوي ظهرت ملامحه نهاية الموسم الماضي (موسم المعاناة الأكبر في تاريخ فريق كرة القدم في النادي) ينهار مع انطلاقة الموسم الجديد، بعد أن (هدَّه) سييرا، بطريقة مفاجئة من خلال (قراره المضروب) بالاستغناء عن بعض اللاعبين المحترفين الأجانب، واختياراته (البليدة) للاعبين آخرين بديلين، وهما كبيران ومتقدمان في العمر، جاء بهما من أبناء جلدته (أمريكا الجنوبية) مع أنهما على وشك الاعتزال، وأقصد الثنائي فيتشو (أرجنتيني) وخمينيز(تشيلي) والأخير تجاوز عمره 35 عاماً، وجاء به (الكوتش) ليكون لاعب وسط في منطقة المناورة (المنطقة الحيوية) في اللعب، وليكونا إلى جوار لاعبين آخرين في نفس عمريهما تماماً، الأحمدي (34) عاماً وفيلانويفا (33) عاماً، وكان الطبيعي فشل اللاعبين وسقوط المدرب في شر أعماله، بنتائج قاسية وهزائم غير متوقعة، والأسوأ من ذلك (شكل) الفريق السيئ ومستواه خلال المباريات التي لعبها، مما أدى إلى الإطاحة به (غير مأسوف عليه).
الحديث الآن عن مرحلة ما بعد سييرا، والمدرب البديل الذي سيأتي ليكمل المسيرة والمشوار بعد المرحلة (المؤقتة) التي يقودها الوطني محمد العبدلي.
الإطاحة بسييرا ليست هي التصحيح وإنما بدايته الكبرى والمنتظرة، والتصحيح يبدأ بتحديد (الأهداف) التي تسعى الإدارة إلى تحقيقها خلال وجودها في النادي، ومن حسن الحظ أنها إدارة (منتخبة) وتمتد فترتها إلى أربع سنوات، تحتاج خلالها إلى عمل (غير مسبوق) في وضع إستراتيجية الفريق ومكوناته، ومسيرته خلال الموسم من خلال تكامل إداري وفني وعناصري، برؤية تتوافق مع التطلعات التي تأمل تحقيقها خلال فترتها الانتخابية، والمدى الذي تسعى للوصول إليه، ويبدأ كل ذلك من خلال اختيار (الجهاز الفني) الجديد وفق (رؤية) عملية تتناسب والتغييرات الجديدة الموجبة في العمل الإداري للأندية الرياضية، التي أوجدتها (اللائحة الأساسية الجديدة) ومن أهمها وجود (رئيس تنفيذي) في النادي، الخطوة التالية والاختيار القادم سيكونان (تحدياً) كبيراً للرئيس التنفيذي سيضعه وإدارة النادي تحت محك الصمود والتصدي والإصرار، ورفع شعار (فترتنا مستمرة حتى الأربع السنوت الانتخابية).
كلام مشفر
> الاتحاد صاحب تجارب كثيرة سابقة في تغيير واستبدال المدربين، كان آخرها الموسم الماضي، عندما تمت الإطاحة بالأرجنتيني (رامون دياز) مبكراً، وجاء خلفاً له الكرواتي (سلافن بيليتش) قبل أن تتم الإطاحة به منتصف الموسم، ولا بد أن يستفيد النادي من (تجاربه) المرة في اختيار البديل القادم، ويتطلب ذلك أن تكون إدارة النادي (حدَّدت) بدقة متناهية الأهداف التي تسعى إلى الوصول إليها، (أولاً) خلال ما تبقى من الموسم، ثم ما يتبقى لها في فترتها الانتخابية.
> بعد الاستعانة بصديق قانوني و(خبير) مختص تعرَّفت بالدقة والتفصيل على المهام الكبيرة والصلاحيات الواسعة التي أعطاها (النظام) للمدير التنفيذي في الأندية الرياضية وفق (اللائحة الأساسية الجديدة للأندية الرياضية) والتي تمنحه قيادة العمل في النادي في كل شؤونه وتفاصيله، بما في ذلك (شؤون) فريق كرة القدم.
> اللائحة سحبت من رئيس النادي الكثير من الصلاحيات الإدارية (السابقة) التي كان يتمتع ويستطيع العمل بها وحيداً، وحولتها إلى (الرئيس التنفيذي) وأصبح هو المسؤول عن كافة الأقسام والأعمال الإدارية والرياضية والميدانية وفرق وألعاب النادي و(المتابعة) المفصّلة و(المحاسبة) الدقيقة أيضاً.
> بالإضافة إلى صلاحيات توقيع عقود العمل والاستثمار وكافة الاتفاقيات التي يبرمها النادي أصبح حتى (التفاوض) مع المدربين واللاعبين المحترفين وتوقيع العقود معهم من اختصاصات وصلاحيات (الرئيس التنفيذي) وحده، غير التعيينات والأعمال الإدارية والإعدادية وتمثيل النادي والتوقيع على المكاتبات والشيكات وأوامر الصرف وإعداد التقارير وغيرها الكثير.
> بعد أن تعرَّفت على الاختصاصات الكثيرة للرئيس التنفيذي حمدت الله أن نادي الاتحاد أسند (المهمة) لواحد من أبنائه، على دراية وكفاءة وقدرة وتجارب كبيرة متعدِّدة ومتنوِّعة، مثل (حمد الصنيع)، فالأمور أصبحت تسير في اتجاه (تحول كبير) ومرحلة تحتاج إلى كفاءة مثله في كل الأندية وليس الاتحاد وحده، ونصيحة للذين سيفاجؤون بذلك في (العميد) أن يقبلوه ويتعايشوا مع هذا الواقع، وأن كان مراً للبعض(!!)
> أعطت إدارة الاتحاد من قبل صلاحية إحضار محترف أجنبي للمدرب كالديرون، كان بإمكانه إحضار لاعب من أبناء جلدته، لكنه أحضر (العماني) أحمد حديد، تحفّظ الكثيرون فكان رده، هذا ضالة الفريق وقد كان درساً عملياً.