محمد سليمان العنقري
الاختبارات الوطنية تقوم بها هيئة تقويم التعليم والتدريب بهدف دعم صانع القرار والمختصين للوقوف على جانب من واقع التعليم بهدف معالجة القصور، وتطوير مستوى الطلبة والتعليم بشكل عام. وهذه الأيام صدرت النتائج لهذه الاختبارات التي جاءت دون المستوى المأمول. واللافت كان وصف معالي رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب هذه النتائج؛ إذ قال في تغريدة على موقع «تويتر»: «يجب أن لا تمرَّ مرور الكرام؛ فهي تتوافق مع نتائج الاختبارات الدولية التي أُجريت الأعوام الماضية، وتؤكد أن التحصيل العلمي لدى طلابنا لا يزال دون المستوى المطلوب، وبعيدًا عن طموحات قيادتنا وتطلعات أبناء شعبنا الكريم».
وطالب بدعم جهود وزارة التعليم في إيجاد حلول لرفع كفاءة الأداء، ودعا الباحثين للغوص في إشكاليات التعليم العميقة التي تؤثر في تحصيل الطلاب، ووعد بدعم من يودون القيام بأبحاث لتشخيص هذه الإشكاليات من قِبل الهيئة. ويبدو أن الهيئة تولي هذا الأمر أهمية كبيرة، وهناك اعتراف واضح بأن الإشكالية تتطلب جهودًا كبيرة، وأنها منذ سنوات. وهنا لا بد من التذكير أن معالي رئيس الهيئة الدكتور أحمد العيسى كان وزيرًا للتعليم لثلاثة أعوام من ديسمبر 2015 إلى ديسمبر 2018 م، أي إلى فترة قريبة جدًّا؛ وهو ما يعني أن له معرفة بالتأكيد بأسباب ضعف المستوى الذي كشفت عنه الاختبارات الوطنية.. بل إنه في عام 2016م أعلنت نتائج الاختبارات الوطنية، وكانت بمستوى الأداء نفسه الذي يتم نقده حاليًا. إذًا السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يقُمْ معالي الدكتور العيسى بدراسة أسباب تراجع المستوى للطلاب والطالبات، ووضع الخطط لعلاجها، وتعظيم المنافع من حجم الإنفاق الكبير على التعليم الذي يستقطع في المتوسط أكثر من 22 % من الموازنة العامة سنويًّا؟ ولماذا لم تقُمْ الوزارة خلال توليه منصب الوزير فيها بدعم الباحثين للقيام بدراسات تشخص، وتقف على أسباب هذا الضعف؟ فثلاثة أعوام كانت كافية للتشخيص والبدء بالعلاج، وخصوصًا أن نتائج الاختبارات ظهرت ببداية توليه الوزارة. فهذه السنوات هي بحسابات الاقتصاد خسارة كبيرة، كان بالإمكان إنجاز عمل كبير فيها، يسهم بوضع اللبنات الأساسية لتطوير مستوى التحصيل العلمي.
قد تكون وزارة التعليم عملت على تحسين التحصيل العلمي خلال فترة تولي معالي الدكتور العيسى الوزارة، لكن من خلال ما غرد به معاليه لا يبدو أن هناك أي خطة استراتيجية طويلة الأمد وُضعت بتلك السنوات لتكون انطلاقة نحو تطوير التعليم، ورفع مستوى تحصيل الطلاب، وإلا فلماذا يطالب بأن لا تمرَّ مرور الكرام هذه النتائج؟ فمع تقديرنا لجهود الهيئة فإن ما هو مطلوب التكاتف والانتقال فعليًّا لدعم وزارة التعليم بما يساعدها على رفع مستوى التعليم وتحصيل الطلاب.