د. سعاد زيد الزيد
لاحظنا أن هناك الكثير من التغييرات ظهرت في بعض مفاهيمنا واتجاهاتنا وأحاسيسنا مع مرور الأيام والسنين.
فمن خلال تجاربنا صنعنا لنا منها مقياساً للعلاقة الإنسانية بشتى أنواعها فعلّمتنا التجارب من نحب، ومن نقرب لأرواحنا، ومن يكون في ركيزة المشاعر والوجدان، ومن نبعد وينسى في ملفات الأيام، فمن خلال ردود الأفعال في المواقف عرفنا من معنا ومن خلفنا، وأدركنا أن خلف بعض الوجوه أقنعة تحجب الحقائق وتمثل المثالية وهي ترسم زيف الابتسامة والتصنع الملامحي بذكاء خارق وإبداع في التفاصيل.
واستكمالاً لفصول الحياة ومراحلها كانت هناك أيضاً فصول للصمت، ولكن هذا الصمت له أعذاره ومعاذيره، وهذا الصمت وراءه مشاهدات من الألم والقسوة والحيرة ووقفت عندها الإجابة.
وبهذه الفصول تأثرت القلوب وأصبحت القلوب بها حزينة متأثرة من صدمة المواقف والأشخاص فسكنها الحزن.
الحياة لا تؤلمنا عبثاً؛ إنما تؤلمنا لنتعلم من معايشتنا للموقف وهنا كسب التجربة وعلمتنا أن نضع كل شخص حسب مقياس التفاعل في حياتنا، ومدى تأثيره.
لذا يجب أن يكون لدينا ميزان للتوازن النفسي والعقلاني بحيث لا نصدق كل ما يدور حولنا، ولا نكذبه فقط نحتاج للتروي في إدارة الأمور ووضع المقاييس بشكل متقن، ولا نتأثر كثيراً من تلك الحقائق والأحداث التي تمر بنا ونعايشها في سنواتنا؛ لكن نتائج التجارب تفرض علينا أن نجعل مسافات الأمان مع من حولنا فإن لم نتفق على الأقل لن يحدث بيننا مشاحنات وخلاف.
لقد أخبرتنا الحياة بأن لا شيء يبقى، ولا حتى هي ستبقى، وأننا سننتهي وسينتهي كل شيء يربطنا بها هكذا هي الحياة.
فصولها قصيرة وتجاربها كثيرة بعضها مريح وبعضها متعب ومثير.
نعم؛ لنركز هنا على ميزة التغافل فهي رحمة من عند الله سبحانه، ونعمة النسيان هي نعمة أكبر ومنحة سماوية من رب عظيم.
فلنقضي أيامنا بسلام تحيطنا أسوار السعادة وتغمرنا السكينة.
وأتمنى لكم حياة صفحاتها جميلة وسطورها ملونة بألوان الانتعاش والحيوية.
فالحياة رائعة فيكم، وأنتم الأروع.