عبدالله العمري
كرة القدم لا مستحيل فيها، والشواهد والمواقف على ذلك كثيرة وليست ببعيدة عن الذاكرة..
وعلى لاعبي الهلال أن يعرفوا ذلك ويدركوه جيداً قبل أن يلعبوا مواجهة الإياب مساء اليوم أمام فريق السد القطري في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، ففوزهم العريض برباعية في مباراة الذهاب التي أقيمت بالدوحة لن تكون كافية لتأهل الهلال إلى نهائي آسيا.
فالسد القطري حتى وهو يخسر من الهلال وبالأربعة إلا أنه يظل واحدًا من أقوى الفرق الآسيوية في الوقت الحالي، ويملك لاعبين مميزين تحت قيادة مدربه تشافي الذي سيسعى بكل تأكيد لوضع التكتيك المناسب الذي يعادل الكفة لفريقه ويعوض خسارته الكبيرة لمباراة الذهاب، فالخسارة بالأربعة لا تقلل من قيمة السد القطري الفنية.
الهلال كسب الشوط الأول بالدوحة، وينتظره شوطًا آخر بالرياض مساء اليوم لن يكون سهلاً أبداً، فالفريق القطري سيرمي بكل أوراقه من أجل الفوز وليس لديه شيء يخسره أكثر من خسارته السابقة بالدوحة.
لذا فيجب على لاعبي الهلال الحذر من مفاجآت كرة القدم التي لا ترحم حتى وإن كنت كاسب مباراة الذهاب خارج أرضك وبنتيجة كبيرة، فهناك بعض التفاصيل والظروف الخارجة عن الإرادة تحدث عادة داخل أرضية الملعب ربما تقلب الموازين كافة ضد أي فريق مهما كانت قوته وحظوظه التي يمتلكها قبل بداية المباراة.
التعامل الجدي من لاعبي الهلال على أن مواجهتهم الليلة أمام السد القطري هي من ستقود الزعيم الآسيوي -بإذن الله- للعب في نهائي القارة، أما الاستسلام للتخدير والترشيحات المبكرة عطفاً على نتيجة مباراة الذهاب ربما يدفع الهلالييون ثمنها كثيراً.
فهناك الكثير من الأصوات والأقلام التي لا تريد تفوق الهلال بعدما أدركت مدى قوته وأفضليته على الكثير من الأندية الأخرى وسعت إلى تصوير أن الهلال فريق لا يُهزم ولا يُقهر، وهي أصوات تبحث عن تخدير الهلاليين لكي يقعوا في الفخ نفسه الذي أفقد الهلال الكثير من البطولات التي كان يستحقها، وذلك بسبب الثقة الزايدة، وبعض هذه الأصوات التي ضد كل ما هو هلالي ذهبت إلى منحى آخر، وهو السعي إلى سحب الهلاليين خارج الملعب لتشتيت الأذهان الهلالية لأنهم يدركون جيداً أنه من الصعوبة عليهم مواجهة الهلال داخل الملعب، فحذاري من هذه الأقلام والأصوات.
المرحلة المقبلة تتطلب اللعب بجدية وتركيز عالٍ جداً من لاعبي الهلال، كما أن دعم المدرج الأزرق مهم هو الآخر لكي يستشعر لاعبو الزعيم مدى أهمية المرحلة المقبلة، والإدارة الهلالية بقيادة الجنتلمان فهد بن نافل مطالبة بالسير على الهدوء نفسه الذي تنتهجه منذ بداية الموسم، وهو البعد عن الإثارة الإعلامية المفتعلة، فهذا الهدوء ساهم في تخفيف الكثير من الضغوطات الإعلامية عن عملها المميز، وهو من سيقود الزعيم لتحقيق البطولات وإسعاد جماهيره.