فهد بن جليد
ما أحوجنا لوجود تنظيم مُعلن وضوابط واضحة لتركيب كاميرات المُراقبة في الأماكن العامة والخاصة والمُستأجرة, كشرط إلزامي لتجديد التصاريح النظامية للمحلات وما في حكمها, مع انخفاض عمليات التوعية والاستشعار الأمني عند البعض بعدم استفادتهم من تجارب ودروس الآخرين, ما يعني ضرورة وجود نظام عام يشمل المنازل والعمائر والوحدات السكنية والتجارية, فالعملية لا يجب أن تبقى خيارية ومزاجية حسب رغبة الشخص, بل هي ضرورة مُجتمعية أمنية يجب أن يُشارك ويُساهم فيها الجميع, لتقع المسؤولية في ذلك على أصحاب المكان أو مُستأجريه, لأنَّ وجود كاميرا المُراقبة يعني أحد أمرين, إمَّا ردع المُخالف والمُعتدي والمُجرم وتخوفه من تبعات وجود الكاميرا ومن ثم تراجعه عن القيام بالفعل الخطأ, أو رصده عند قيامه بذلك الفعل ومُحاسبته, وسرعة الوصول والتعرف عليه.
يجب ألا ندفع المزيد من ثمن غياب كاميرات المُراقبة عن أماكن عديدة في حياتنا اليومية, فإلى وقت قريب كان وجود كاميرا التصوير أمراً مرفوضاً لأنَّ الفكرة لم تُقدم للمُجتمع بالشكل الصحيح, فالناس تتوجس خيفة من تصويرها خلسة وانتهاك خصوصيتها حتى في الأماكن العامة, ولكن مع اكتشاف أهمية وجود كاميرات المُراقبة وفوائدها في كل مكان, بدأ الناس يشعرون بأهمية تواجدها ويرحبون بها وبل ويلجأون لها أحياناً, الفهم أمر في غاية الأهمية لتسهيل تقبل الكاميرات, وقد سبق أن دعوت ودعا غيري كثيرون إلى نشر كاميرات المُراقبة في كل مكان, فهي عنوان للأمن والمُراقبة, وتحد من تجاوز النظام أو الاعتداء على الآخرين أو حتى تجاوز الحدود المسموح بها في العلاقات مع الناس من حولنا, وجود الكاميرا داخل المنزل بات ضرورة مع وجود العاملين داخله والحاجة لمعرفة الوالدين ما يجري في غيابهم, فما بالك بالحاجة لوجود الكاميرا في الأماكن الخارجية وعلى مداخل المنازل والمحلات التجارية ونحوها؟.
المُجتمعات المُتقدمة والمُتطورة ترحب بوجود الكاميرا وانتشارها, وتعتبر ذلك أمراً روتينياً من أجل الأمن والمُراقبة, وهو ما يجب أن نُساعد على انتشاره أكثر في مجتمعنا, على الأقل للحد من بعض تلك التصرفات غير المسؤولة, مؤخراً استجابت هيئة الهلال الأحمر واستعانت بكاميرات مُراقبة للتقليل من عمليات مُطاردة سيارات المُسعفين, وأتمنى أن تنضم كذلك الشاحنات وسيارات الأجرة والشرطة إلى ذلك لمُراقبة الأداء ورفع مستوى الجودة, أسوة بما يحدث في العديد من دول العالم, شريطة وجود تنظيم يحدد المسؤوليات والضوابط.
وعلى دروب الخير نلتقي.