د. صالح بكر الطيار
تشتعل الأزمات والمظاهرات على أشدها في العالم العربي الذي يشهد فوضى وصفيحا ساخنا في عواصم مختلفة ففي لبنان مظاهرات لم تهدأ وسط حنق شعبي على عدم توفر متطلبات الحياة وارتفاع مطالب العيش ومطالبات بوقف المهازل السياسية والفساد وغيرها، وفي سوريا يواصل النظام التركي القصف والاعتداء على الأكراد وشن ميليشياته الحروب في مناطق آهلة بالآمنين وفي اليمن تقوم ميليشيات الحوثي بمهاجمة الأحياء السكنية وترويع الآمنين وبث الدمار وسط المدن ومواصلة مسلسل النهب والسلب. وفي العراق مظاهرات وحرب شوارع وخروج تيارات وأحزاب، وفي مصر مظاهرات ارتفعت وتيرتها ثم هدأت وفي فلسطين يعيش الأهالي في ذعر وخوف جراء ما تقوم به إسرائيل من تجاوز لكل القوانين الدولية في تعديها على الشعب الفلسطيني وعلى أملاكه ومصادرة حقوقهم. وفي جانب من هذه الأزمات تقف إيران على الخط متفرجة على ما يحدث وعلى ما تم التخطيط فيه مع أذرعها المساندة في العراق واليمن ولبنان.
على الجامعة العربية أن تعقد اجتماعاتها المتواصلة على مستويات مختلفة لمناقشة ما يمر به الوطن العربي من أزمات واشتعال فتيل الفتن إضافة إلى أهمية أن نرى تحركا عربيا نحو ما يحدث في سوريا وأن يكون هنالك حل عادل لوقف ما يجري وأن يتم نقاش ما تتعرض له المناطق المحتلة في فلسطين من تهجير واعتداء وتعذيب وظلم تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي مستندة على الصمت المطبق الذي لا يناقش القضية إلا على جدول أعمال المؤتمرات المعتادة.
وعلى الأحزاب التي تندس في الظلام والتي تدير هذه الفتن لمصالحها الخاصة والواقفة أمام مطالب الشعوب واضعة مخططاتها في تنفيذ المصالح من خلال المناصب والامتيازات والمال والسلطة أن ترتدع يجب أن تعرف هذه المخططات وان يتم وقف هذه الأحزاب والتيارات عن تنفيذ مآربها على حساب الشعوب وعلى حساب وطن عربي شامل يتأثر به الجميع.
وعلى الشعوب أيضا أن تعي بمحركات الفتن وخفايا الفوضى التي تدار نحوهم من الخارج من الداعمين لأحزاب الدمار والفوضى حتى يعم السلام وتتوقف التظاهرات وتنتهي الأزمات في حين انه يجب أن تكون هنالك وقفة عربية عاجلة من كل الجهات المعنية نحو ما يحدث حتى لا تزيد الأزمات وترتفع معدلات الخراب.