د. أحمد الفراج
يتواصل الحديث عن رؤساء أمريكا، وضيفنا اليوم رئيس كان من الممكن أن يكون ضمن أفضل الرؤساء، لولا ظروف توقيت فترة رئاسته، ونتحدث عن الرئيس، هربرت هوفر، الذي حكم لفترة واحدة فقط (1929- 1933)، ومن المصادفات أن الرئيس الذي خلفه كان واحد من أفضل ثلاثة رؤساء عبر التاريخ الأمريكي، أي فرانكلين روزفلت، الرئيس الوحيد، الذي انتخب أربع مرات، ما دعى لتغيير فقرة في الدستور الأمريكي، تنص على أن لا تزيد فترة الرئيس عن 8 سنوات (فترتان رئاسيتان)، والرئيس هوفر تخرج من جامعة ستانفورد العريقة، وخدم في أوروبا، وكان له دور كبير، أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، ثم اختاره الرئيس كالفن كولدج وزيرا للتجارة، ولم يكن مجرد وزير للتجارة، بل كان ركنا رئيسيا من أركان الإدارة، حتى أنه كان يلقب بوكيل كل الوزارات، وكان له دور مؤثر في تطوير صناعة الراديو والطيران.
استطاع هربرت هوفر أن يحصد الترشح عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة في عام 1928، ثم هزم المرشح الديمقراطي، ال سميث، ومن سوء حظه أن سوق الأسهم انهار، وأعقب ذلك واحدة من أعمق الأزمات وأسوأها في التاريخ الأمريكي، أي «الكساد الكبير»، وأنصح المهتمين، خصوصا الاقتصاديين، بالقراءة عن هذه الأزمة، التي ضربت أمريكا بقوة، ثم تعافت منها بعد جهد جهيد، وقد صبغ الكساد الكبير فترة الرئيس هوفر، الذي بذل كل جهد ممكن، واتبع استراتيجات شتى، في محاولة للنهوض بالاقتصاد، ولكنه لم يوفق في ذلك، وغني عن القول إنه رفض تدخل الحكومة الفيدرالية في الأزمة، وفي النهاية خسر معركة إعادة الانتخاب في عام 1932، أمام الديمقراطي، فرانكلين روزفلت، وبعد التقاعد، استعان به اثنان من الرؤساء، وهما هاري ترومان وديويت ايزنهاور، إذ أوكلا له بعض المهمات الخاصة، وقد كتب العديد من الكتب المهمة، والخلاصة هي أن المؤرخين والاستطلاعات الشعبية تصنّفه في مرتبة متدنية، رغم أنه لم ليس ضمن العشرة الأسوأ، وهذا متوقع، نظرا لفشله في معالجة تداعيات الكساد الكبير!.