«الجزيرة» - المحليات
ضمت دارة الملك عبدالعزيز قصر الملك عبدالعزيز التاريخي بـ«قبة» في محافظة الأسياح الذي يعد من أكبر القصور الأثرية بمنطقة القصيم إلى مشروع توثيقها للمعالم الأثرية والتراثية والتاريخية في محافظات ومناطق المملكة، حيث تم بناؤه في عام 1351هـ بأمر من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- على يد أحد أمهر البنائين بالقصيم، ويدعى بن مقبل، حيث استغرق بناؤه بضع سنوات لُبعد مواد البناء المعتمدة على الطين الذي كان ينقل على ظهور الإبل والدواب من مكان بعيد، وبقية مواد البناء كالخشب والأبواب والشبابيك والمواد الأخرى المنقولة من بريدة عبر رمال شديدة الوعورة.
وسردت الدارة أهمية القصر في «قبة» التي تحتل موقعاً جغرافي حسّاساً في عمق الصحراء حيث تعد البوابة الشرقية لمنطقة القصيم، وتقع بالقرب من طريق حاج البصرة، وهمزة الوصل بين خمس مناطق رئيسة بالمملكة تشترك معها بالحدود الإدارية وهي منطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، ومنطقة الحدود الشمالية، ومنطقة حائل، بالإضافة إلى تبعيتها لمنطقة القصيم والأهمية نفسها عندما كانت هجرة مقطوعة في الصحراء تتصدى مغامرات في النفود بين الهجّانة وعابري الصحراء إلى أن بدأ استخدام السيارات أواسط السبعينيات الهجرية.
وأشار التوثيق إلى أن القصر الذي يحاكي قصر المصمك في نمط بنائه يتربع على مساحة 15.000 متر مربع يحتوي على مقر لمدير البرقية «راعي البرقية»، وغرف للضيافة ومسجد وسجن وبئر، وخمسة أبراج للمراقبة، وتحميه جدران من الطين عالية، كما يوجد غرفة داخل كل برج، ويخرج المراقب لأعلى البرج عن طريق درج «وكانت تُسمى طاية» حتى يصل لسقف غرفة المراقب ومن ثم سلالم من الخشب توجد في زوايا تلك الأبراج من الداخل وتوجد فتحات جانبية صغيرة في أعلى تلك الأبراج.
وأضافت الدارة أن هذا القصر يعدّ أعجوبة في بنائه وتصميمه الذي ما زال حاضراً رغم زحف البناء الحديث والمباني الشامخة الارتفاع، حافظاً تاريخ تلك الحقبة الزمنية من تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث يوجد بمركز قبة كثير من الأماكن الأثرية مثل مبنى الإمارة القديم الذي إنشاء في عام 1346هـ والسوق القديمة وبعض المباني الطينية، وكذلك مجرى السيل المعروف بمجرى «الشعيب» بقبة.