عبد الله باخشوين
باستثناء الملاكم العالمي الشهير (محمد على كلاي.. الذي تم توثيق إنجازه (الرياضي) بأكثر من فيلم سينمائي عالمي ناجح فنيًا وجماهيريًا.. وأكثر من فيلم (وثائقي) شاملاً لإنجاز الكاسح في رياضة: (الملاكمة).. مرت في مختلف (الرياضات) أسماء آلاف الرياضيين الموهوبين والمميزين الذين حققوا إنجازات كبيرة خلال الفترة التي مارسوا فيها الألعاب التي كرَّست مواهبهم كأبطال قبل أن يمروا مرور (الكرام) ويطوي (التاريخ) صفحاتهم تجلى ذلك أول مرة باختيار (مارادونا) كأفضل لاعب في القرن الماضي متجاوزًا (بيليه) الذي كل من (شاهد) لعبه يؤكد بحق أنه (جوهرة سوداء) وأنه لاعب القرن الذي لم تتح للأجيال الجديدة فرصة مشاهدته؛ بمعنى أن (طاقته) الجسمانية استنفدت في وقت لم يتم فيه توثيق (إنجازه) بطريقة تبقي (ذكره) حاضرًا في زمن (مارادونا).. وقد أعادني هذا لعالم كرة القدم المحلية ونادي (الاتحاد) الذي كان جمهوره هو الأكثر تعصبًا وتطرفًا في ملاعبنا وبعد (سحب) سعيد غراب والنور موسي ونقلهم أو انتقالهم إلى أندية أخرى أنهت مسيرتهم (الكروية).. جاء بروز لاعب الاتحاد (عبدالله غراب) ليمنح جماهير الاتحاد بعض العزاء بجهده السخي وحب الجماهير له وبعدها بفترة زمنية.. حظي الاتحاد بلاعب من (طبقة) مستوى مميزة هو اللاعب (محمد نور) قبل أن يجد جماهيره في (فهد المولد) بعض العزاء.
وكذا يمكن أن يقول مشجع أي ناد عن اللاعبين المتميزين في (ناديه) وعددهم كبير جداً في مختلف الأندية.. لكن لم يبق منهم - عند تذكّرهم - سوى لقب: (اللاعب السابق) والسلام عليكم ورحمة الله.
مناسبة كل هذا (الخرط) خبر عن العداء الكيني اليود كيبتشوعي الذي قطع ماراثون فيينا في أقل من ساعتين كاسرًا الزمن القياسي بفارق 20 ثانية فقط محققًا إنجازًا شخصيًا غير مسبوق.. وهذا هو صلب المشكلة التي نشير إليها فيما يتعلّق بـ(طاقة) وقدرات الجسم الإنساني الذي يظل إنجازه (مجهوده) كممثل لبلده أو بصفته الشخصية - كما هو الحال - في سباقات (الماراثون) مجرد إنجاز طاقة بشرية تنتهي بنائها أو استنفاذها.. ويعود بعد ذلك ليجلس أمام شاشة التلفزيون لـ(يتفرج) على غيره من أصحاب الطاقات المتجدِّدة التي تجاوزت إنجازه...
أما في مجالات الفن والإبداع فإن هناك حكاية أخرى جميلة مشوِّقة لكن المساحة المخصصة للمقال لا تكفي للحديث عنها.