ندى باحميد
مع تقدم الأيام واختلاف الفكر والعادات والأجناس أصبح المرء بلا هوية تحدده.
يسير مع ماذا فعلوا وماذا قالوا ماذا أكلوا وماذا شربوا وماذا لبسوا وإلى أين ذهبوا
كأن الذات أصبحت قطعة قماش تخاط بمثل تصاميم البقية
لم يعد للاختلاف وجود فالكل أصبح مهووساً بالتقليد
نحن غالباً لن نستطيع أن نميز أنفسنا لأن كل ماحولنا أصبح مزيفا مشابها لبعضه
لم نعد نعرف ماذا نريد هم يمشون ونحن نمشي معهم وإن كان طريقهم لنا مغلقا نفعل المستحيل
ونخاطر بأنفسنا لنصل إليهم
فالتقليد الأعمى أصبح معمى بنا تماما
أين ميولك وأهدافك وكيانك الذي تعيش لأجله
هل لأجل ما سيفعلون ويقولون
ليس منطقياً أن ترتطم بالقاع لأن فلانا فعل ذاك وسأفعل مثله
ليس منطقياً أن تكتئب وتغلق عينيك من الحياة لأن فلانا امتلك الغالي من الأشياء وذهب وسافر من هنا إلى هناك وأكل من ذا وذاك
أهذه العقول التي ستنجز يوما ما
أهذه العقول هي التي ستبني نهضة للمستقبل نفخر بها
يكفيكم استنساخا
فلكل إنسان حياة صنعها الله إليه تتناسب مع كل شيء حوله
فلا تصنعوا معجزات تخرجكم عن المألوف لتصلوا إليهم
فاجعل القناعة سلاحا تحارب به
والتقبل دواء لتستشفي به وتستمر
فكن مختلفا بروحك واهتماماتك
بنظرتك للحياة بكامل جوانبها
ولا تكن إمعة وراء رعية.