فهد بن جليد
يلتحق عالم العجائب الشتوية الشهير في لندن Winter Wonderland بقطار موسم الرياض الذي انطلق بسرعة البرق نحو الخيال. مدينة العجائب في قاموس الترفيه العالمي هي واحدة من عوامل الجذب لعاصمة الضباب؛ لتبقى براقة في احتفالاتها السنوية بنهاية العام بعروضها السنوية المتجددة. ومن زار لندن في هذا الموسم ستلفت انتباهه تلك المدينة الترفيهية الرابضة في زاوية الهايد بارك المقابلة لفندق دورشيستر التي تستمر أربعة أيام أو خمسة عقب دخول العام الجديد، ولكنها في الرياض ستستمر حتى الخامس عشر من يناير 2020؛ لتكون فرصة حقيقية لعشاق الترفيه والمتعة بالمنطقة للاستمتاع بهذه الأجواء اللندنية العجيبة والمثيرة والمتجددة الساحرة في قلب الرياض، دون تكبُّد عناء وخسائر السفر كفرصة اقتصادية، وخصوصًا للعائلات والأطفال.
(ونتر وندرلاند) ليست مجرد حدائد وآلات ترفيهية، تم تجميعها وتشغليها في أرض الغدير المقابلة لمركز الملك عبدالله المالي بموسم الرياض، بل هي ثقافة ترفيهية كاملة، تم نقلها من قلب لندن بضعف حجمها إلى قلب الرياض، بأنشطتها المتنوعة والشهيرة؛ لتُحدث نقلة نوعية في عالم الترفيه في المنطقة. وفي ظني إن منهج هيئة الترفيه في استقطاب أشهر الفعاليات والفرق العالمية يجب أن يكون قاعدة راسخة عند المستثمرين السعوديين الذين تقع على عاتقهم مهمة توطين تلك المشاريع التي يحتاج إليها المجتمع السعودي بالتعاون مع الهيئة في ذلك، باستقطاب مثل هذه المشاريع والفعاليات الجاذبة التي ترتقي بذائقتنا وحاجتنا للترفيه، وجعلها مشاريع سعودية سنوية دائمة في مدننا وبلادنا، قبل أن نصل لاستحقاقنا العالمي من مشاريع الترفيه السعودية العملاقة والضخمة التي ستصبح علامة فارقة في صناعة الترفيه في العالم. وهي من الناحية الاقتصادية أعتقد أنها مشاريع جاذبة لها عائد اقتصادي مربح.
ثقافة الفرح والمرح والبهجة بهذا المستوى هي أحد مكاسب موسم الرياض، التي ستخلفها مثل هذه المناشط الحالمة في نسيج المجتمع، وخصوصًا لدى جيل النشء الذي أُتيحت أمامه فرص عالمية كبيرة، كانت ضربًا من خيال عند مَن سبقوه، ولكنها اليوم واقع سعودي «مُعاش» له أثره الإيجابي. زيارة هذه المدينة الترفيهية لن يكلف الزائر أكثر من 45 ريالاً، ولكنه سيفتح أمام عينيه عالمًا من الترفيه؛ ليعيش التجربة ذاتها التي يخوضها زوار أشهر العواصم الأوروبية ممن دفعوا أضعاف ذلك للوصول لمثل هذه الأماكن الترفيهية.
وعلى دروب الخير نلتقي.