محمد سليمان العنقري

عوامل نجاح أي خطط أو مشاريع عديدة سواء بالتخطيط الدقيق وتوفير الموارد المالية وأيضاً استقطاب الخبرات والكفاءات للتنفيذ وتهيئة البيئة الملاءمة لترجمة أهداف الخطط والمشاريع على أرض الواقع والوصول للشرائح المستهدفة أو المستفيدة، لكن كل ذلك لا يكفي للحكم بنجاح المشروع أو الخطة إذ لابد من العمل المتزامن مع مراحل بناءها أن يواكبها وضع خطة إعلامية تسوق المنتج النهائي أياً كان حجمه وأهدافه بالشكل الملاءم وبما يخدم الغرض منه.

فهناك أسس عديدة لبناء الخطط الإعلامية التسويقية المصاحبة للأفكار التي يراد لها أن تتحول لمشاريع أو خطط، سواء التي تطلقها منشآت القطاع الخاص أو الجهات الحكومية، إذ لابد من مواكبة المخططين الإعلاميين لمراحل بناء الأفكار التي تتحول لمشاريع وخطط مع الفهم العميق للأهداف ومعرفة تامة بالمستهدفين من كل هذه الأعمال ثم التجهيز للخطة الإعلامية وقراءة لكل التأثيرات التي ستنتج عن أي خطة أو مشروع وحصر لجل العوامل الإيجابية أو السلبية التي ستصاحب إطلاق المشروع أو الخطة، إذ إن فهم السوق المستهدف والحالة العامة للمجتمع والاقتصاد يساعد في تقدير كافة الآثار التي ستظهر بعد الإعلان والبدء بالتنفيذ أو التطبيق.

فالمخططون الإعلاميون لابد أن يكونوا على معرفة تامة بكافة الأبعاد المترتبة على أي عمل يراد تسويقه وهم من يفترض أن يختاروا التوقيت المناسب لإطلاقه بل ويمكن أن يتدخلوا ببعض الجوانب التي بني عليها المشروع أو الخطة لكي يتم توليفها بما يمكن بيعه على الجمهور المستهدف فيفترض أنهم خبراء وعلى دراية وثقافة عالية بمختلف مناحي الحياة، ففي دول عديدة كان للمخططين الإعلاميين دور بإلغاء طرح أفكار أو خطط لأنها غير مناسبة للظروف المحيطة، وهناك مشاريع ناجحة تقلصت المنافع منها لأنها لم تسوق بطريقة صحيحة والعكس صحيح بعض المشاريع والخطط ذات مردود محدود لكن تم تسويقها بشكل جيد وحققت المستهدف بأكثر من المتوقع.

التسويق الإعلامي هو سر النجاح والفشل لأي خطة أو مشروع وإذا لم يتم وضعه من أول العوامل التي يجب أن تتزامن مع كل مرحلة من مراحل البناء فإن ذلك سيوجد فجوة بين المخطط للتسويق وبين الخطة أو المشروع وهو ما سينعكس سلباً على بيعها بما هو مأمول، وقد تنعكس إلى خسائر وإضعاف لما هو مستهدف تسويقه وبالتالي تصبح عملية المعالجة لإعادة بناء الصورة الصحيحة أكثر كلفة وقد تؤجل البدء بالتنفيذ، وسينعكس ذلك بخسائر مادية وإضعاف بنمو الناتج المحلي وتقليص بالاستثمارات وتأثير سلبي على التنمية المستدامة.