فوزية الشهري
احتفلت المملكة باليوم الوطني السعودي الـ89، وتابعنا مسيرة النهضة العملاقة التي يعيشها وطننا في المجالات كافة.
تميز احتفالنا بتحولات عظيمة، تأتي في إطار انطلاقة متجددة لنهضة تنموية شاملة. وتكتسي نهضة التطوير والتنمية بمنظومة واسعة من المشاريع الكبرى والخدمات المتطورة التي تنتظم مع بعضها لدعم اقتصادنا الوطني، وتوسيع قاعدة التنوع الاقتصادية، وتخفيف الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل.
رؤية 2030 - وهي خطة جريئة طموحة - تعبِّر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا، وتحقيق أحلام مواطنيها. وتحقيقًا لأهدافها أطلقت السعودية التأشيرة السياحية الإلكترونية. وهذا انفتاح على العالم الخارجي، وخطوة محفزة لاستقطاب المستثمرين العالميين، ورسالة للعالم أن سعودية الغد سيكون القطاع السياحي له دور كبير في اقتصادها، ومجالات التوظيف، خاصة بين الشباب.
ووفقًا لاستراتيجية السياحة الوطنية ستستقبل المملكة 100 مليون زيارة سنويًّا بحلول عام 2030 مقابل 41 مليون زيارة سنويًّا في الوقت الراهن، بعائدات تصل إلى 10 % بدلاً من 3 % من إجمالي الدخل القومي. وستصل الوظائف في القطاع السياحي إلى 1.6 مليون وظيفة مقابل 600 ألف وظيفة حاليًا.
المملكة نجحت نجاحًا كبيرًا في إدارة مواسم الحج والعمرة، وتعاملت مع تنوع الجنسيات. وكل منصف يشهد بهذا النجاح المبهر. وهذا يسهل عليها التعامل مع السياح، وإدارة مواسم السياحة باحترافية عالية. وهذا المأمول - بإذن الله -؛ فلديها خبرة ليست بالهينة بل مثال يحتذى به رغم كثرة الأعداد وصِغَر المساحة التي يوجد بها الحجاج. فهل سنستفيد من إداراتنا الاحترافية للحج في السياحة، ونجعلها أساسًا ننطلق منه؟
أعتقد أنه يجب على الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن تركز جهودها بتوعية المجتمع بفوائد السياحة للبلد اقتصاديًّا، وكيف يستفيد المواطن من هذه المواسم، وتذليل العوائق التي تمنع ذلك.
كل سائح يعود وقد رسم عن البلد الذي زاره صورة من الصعب تغييرها بسهولة، فهل يعي كل مواطن ذلك، وأن سلوكيات خاطئة ربما تشكل صورة سيئة عن وطنه؟
ماذا سيحمل العائد السائح؟ هذا مجال كبير لمشاريع صغيرة، سواء للأسر المنتجة أو غيرها من عمل المجسمات للمناطق التراثية بطريقة عصرية، وكذلك التذكارات.. ومنتج مثل التمور يمكن أيضًا وضعه ضمن خيارات السائح عند عودته لبلاده. هل سنجد مصانع تعتمد على المواطن كمشغل لها، وتوفر للسائح خيارات متعددة وأزياء تراثية ليحمل السائح حضارة بلدنا إلى وطنه بطرق ابتكارية متجددة حضارية؟
هل سنجد برامج تقنية بلغات متعددة، يمكن تحميلها؛ لتساعد السائح على التعرف على الأماكن السياحية؟
الانطباع الأول لدى الأشخاص مفتاح للتميز التجاري والسياحي للدولة أو المدينة.. والمواطنون لهم أهمية جوهرية في بناء السمعة، سواء عبر سلوكيات القادة أو النجوم أو المواطنين العاديين في طريقة تعاملهم مع زائريهم.. فالمواطن هو ناطق رسمي، يوصل كثيرًا من الرسائل الإيجابية عن دولته وقيمها ومميزاتها
والصورة النمطية التي ستشكل عن سياحتنا يجب أن تكون بجودة عالية، بل أتمنى أن تكون صورة ذهبية، ثم تطور بالاعتماد على استراتيجيات التسويق والدعاية وإدارة السمعة، وغيرها من الأساليب.. ولندرك أن أمامنا تحديًا كبيرًا وتنافسية عالية.
الزبدة:
يثني العمل على مَن قام به
«حكمة إيرلندية»