رقية سليمان الهويريني
عبر ندوة في جريدة الجزيرة، لم تخلُ من الصراحة، بدا رئيس مؤسسة البريد السعودي الأستاذ آنف أبانمي متحمسًا ومتفائلاً بالرغم من التحديات التي تواجهها المؤسسة.
وقد حاوره الزملاء والزميلات في الجريدة حول بعض أوجه القصور التي تحيط بمؤسسة البريد ابتداء من إهمال الصناديق التي وُضعت على جدران المنازل، وانتهاء بتواضع خدمة مكاتب البريد التي يراها العميل، سواء في المكان، أو ضعف مهنية بعض موظفي المؤسسة، مرورًا ببطء التحسينات والرقي بالخدمات مقارنة بالخدمات البريدية الأخرى التي تتسم بالمهنية وتقدير العميل.
وقد عبَّرتُ عن أسفي الشديد لمعالي الرئيس بعد تجربة سيئة حديثة، وتساءلت عن مدى إمكانية وضع تقييم لاحق للخدمة أسوة بباقي القطاعات؛ لتتمكن المؤسسة من رصد السلبيات وتلافيها.
ولأن التقنية الحديثة قد حدت من استخدام البريد في الرسائل الشخصية والدعوات الرسمية؛ إذ يتم إرسالها عبر الإيميل أو وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الحاجة ما زالت قائمة فيما يتعلق بالطرود والإرساليات الملموسة، كقطع الأثاث والملابس، وحتى الهدايا والمقتنيات الأخرى.
وبالرغم من أن مؤسسة البريد تعد أقدم مؤسسة حكومية؛ إذ تجاوز إنشاؤها عقودًا عدة، إلا أن الخدمات لا تواكب التطور الذي تشهده القطاعات الأخرى، كالاتصالات مثلاً. وأقصد استخدام التقنيات الحديثة في التواصل مع العميل، وتقديم خدمات عالية الجودة؛ وهو ما يجعلنا نعتب عليها، مع تطلعنا لتحسين مستواها، وخصوصًا أن رئيسها حديث التعيين، وتم اختياره بعناية للنهوض بالمؤسسة، وهو ما نرجو أن نراه على أرض الواقع.
وتبقى ذكريات البريد وارتباطها بالطوابع أمرًا لا يمكن نسيانه؛ فقد كانت أجمل لحظة هي ترطيب الطابع، ولصقه بحرص؛ ليأتي الختم فوق الطابع حتى لا يُستخدم مرة أخرى! وهذا الطابع لا تتجاوز رسومه أربعة قروش للداخل، وخمسين قرشًا للخارج.
وكانت أجمل الذكريات حين يقف رجل البريد الطاعن بالسن أمام منزلنا في قريتنا الصغيرة؛ ليناولني الكتب التي اشتريتها عبر البريد من مصر. وكان العنوان (جانب نخل المطاوعة) بلا رموز ولا أرقام!
شكرًا للبريد الذي أسهم في تنمية هوايتي للقراءة، ونهمي بالاطلاع؛ فأصبحت كاتبة في جريدة مرموقة، وهي فرصة لأرد المعروف لأهله.