خالد بن حمد المالك
إذا جاز لي أن أطلق على الملك سلمان أنه مهندس الرياض، وباني صرحها، ومشكل شخصيتها، ومن وضع بصمته في كل شارع وحي فيها، وأنه وراء كل إنجاز لافت جعل الرياض بهذا الجمال، وهذا أقل ما يمكن أن يقال عن ارتباط الرياض بفكر شخصية حاكمها وأميرها قبل أن يكون ملكاً، فهذا التخطيط المبهر لعاصمة المملكة تحقق من خلال نمط العمران فيها، وشوارعها، وجسورها، وأنفاقها، وأرصفتها وتشجيرها، وكلها مع غيرها من فكر الملك المبدع الذي كان على رأس هيئة تطويرها، وهو من أظهرها بهذه الصورة التي جعلتها مدينة جاذبة ومريحة ومهيأة لتكون في وضع أفضل.
* *
وإذا كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد اقتفى أثر والده، وحاكى الملك سلمان فيما تحقق من إنجازات لاحقة، وواصل مشوار العمل، مضيفًا البهجة على نمط الحياة في مدينة الرياض، من خلال مجموعة من الخطوات والقرارات، وبعمل مدروس، وغير مسبوق، بحثاً عن السعادة بكل أشكالها وألوانها وصورها لأهل الرياض؛ سعوديين وغير سعوديين، بل ولكل السعوديين على امتداد الوطن الغالي، ولكل سائح أو سائحة ممن جاء ليستمتع بأجواء الرياض، بعد أن فُتحت لهم الأبواب، وشُرّعت القوانين، ووفرت كل الإغراءات، ما يجعلني أرى في هذا الأمير الشاب على أنه من فجّر هذا التغيير، وأدار بتوجيه من الملك التجديد في حقبة سلمان، فرأينا السينما متاحة، والطرب تحييه أمسيات الرياض، والموسيقى في المطاعم والمقاهي، وحضور النساء للمباريات، بل وممارستها، دون أن تغفل حقهن في قيادة السيارات، والسماح لهن بالعمل إلى جانب الرجل، وفي مهن ووظائف كانت من المحظورات عليهن، وما إلى ذلك من أوجه التغيير.
* *
نعم الرياض غير الرياض الآن، فهي تتغير بسرعة، وتعتلي منصات اهتمام دول العالم، ومتابعتها للحراك الذي يجري الآن، والمثال في ذلك أمامنا، وبين أيدينا، وهو (موسم الرياض) الذي ضمّ كل ما لا يخطر على البال من أنماط الترفيه، وبخاصة مما لها شهرة عالمية واسعة، من فعاليات، وأسماء كبيرة لها تاريخ وإبداع في صناعة الترفيه، مما أثار اهتمام الناس، واقترن هذا الاهتمام بترحيبهم وإعجابهم وتفاعلهم، بعد أن تم عرض كل شيء من خلال برامج وفعاليات (موسم الرياض) متلمساً رضا الجمهور، والحرص على إسعادهم، وإدخال البهجة والفرح والشعور بالرضا لدى الجميع.
* *
يقول معالي تركي آل الشيخ ترجمة -كما يبدو- لخطاب سمو الأمير محمد بن سلمان وأقواله: من حق المواطن أن يعيش حياته الطبيعية كما يعيشها أي شعب في العالم، ومع ضخامة المنجز، وتنوعه، يقول آل الشيخ أيضًا: «ها نحن ابتدينا، حتى نشوف بلدنا أحلى وأحلى»؛ بمعنى أن لديه ما سوف يقدمه لاحقاً، فهذه -كما يقول- بداية وليست نهاية، وكأنه يقول لنا، انتظروا ما سيكون عليه حالنا ترفيهياً في المستقبل القريب؛ بمعنى -مرة أخرى- أننا سوف نكون على موعد قريب مع قفزات جديدة، وأفكار خلاقة، ومشروعات ترفيهية لم تكن ضمن فعاليات النسخة الأولى من (موسم الرياض)، وهو بذلك كأنه يعد بمفاجآت أخرى ربما لم تخطر على بالنا.
* *
كم أتمنى لو يعلن معالي رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه عن مساحات ومبانٍ ثابتة للترفيه وليست مؤقتة لاستخدامها في فعاليات الترفيه، نريدها أن تكون واجهة حضارية، ومن معالم الرياض، وجزءًا أساسيًا من شخصيتها، ومزاراً لكل عشاق الفن والترفيه، وعاملاً مشجعاً لتحفيز الآخرين إلى زيارة الرياض، سائحين ومستمتعين بالأجواء الترفيهية التي لا تتوافر في مكان آخر كما هي الآن في الرياض، فلعلنا نكون على موعد مع بشرى إنشاء المدينة الترفيهية المنتظرة تؤصل لهذا التوجه الترفيهي، وتجسّر لهذه الثقافة التي دخلت عالمنا بقوة، وبحضور لافت، وتفاعل كبير، وتأييد غير مسبوق، مما يشجع على بناء مشروع كبير كهذا الذي نقترحه، بحيث يضم في جنباته كل نشاط يدخل ضمن مسارات الترفيه المستهدفة.