«الجزيرة» - عبدالله الفهيد:
حذَّر مختصون في الطب البيطري والاستشارات الأسرية من خطورة وجود وتزايد الكلاب الضالة داخل الأحياء السكنية وما ينجم عنها من مشاكل صحية وبيئية ونفسية على الصغار والكبار. وفي هذا الصدد عبّر سكان أحياء العارض والقيروان - شمال العاصمة الرياض - من خطورة تزايد وانتشار الكلاب الضالة بشكل ملحوظ في الآوانة الأخيرة، معربين من قلقهم تجاه تلك الكلاب التي أصبحت مصدر إزعاج وخوف للأطفال والنساء.
وأبدى السكان استغرابهم من غياب الجهات المختصة للحد منها في ظل أنها أصبحت تلازم أبواب منازلهم وتسبب ذعراً شديداً للأطفال والنساء وكبار السن عند خروجهم من المنزل، خلاف من ما ينجم منها من مخلفات وتبرز وإزعاج في مختلف أوقات النوم.
من جانبه، قال الطبيب البيطري الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود دكتور الأحياء الجزيئية عبدالرحمن نيازي إن وجود الكلاب الضالة وسط الأحياء السكنية يعد أمراً خطيراً من عدة نواح، فمن الناحية الطبية فإن هذه الكلاب يمكن لها أن تنقل بعض الأمراض الخطيرة كالسعار في حالة إصابتها بهذا المرض والذي يؤدي إلى أن يتهجّم على الإنسان بالعض وهذا عبارة عن انتقال مرض باللمس المباشر، ومن ناحية أخرى فإن هذه الكلاب يمكنها نقل أمراض بطريق غير مباشر عن طريق التبرز - أجلكم الله- في الأماكن العامة التي يوجد فيها العوائل والأطفال مما قد يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض الطفيلية، مشيراً إلى أن من خطورة ومساوئ تلك الكلاب الضالة إحداث التلوث الصوتي عن طريق النباح المستمر بالليل مما يؤثّر سلباً على النوم وكذلك الإزعاج العام للمناطق السكنية، حيث إنه في حالة وجود مجموعة كبيرة من الكلاب فهذا يؤدي إلى زيادة الجراءة لديها مما قد يؤدي إلى هجومها على سكان الحي والإيذاء الجسدي، لافتاً إلى أن الفئة الأكثر عرضة هم الأطفال، حيث إن صغر حجمهم يشجع الكلاب على الهجوم عليهم، لافتاً إلى أنه في حالة هجوم الكلب على الإنسان فيجب عليه الانتقال بأسرع طريقة ممكنة إلى أي مركز طوارئ للحصول على لقاح السعار مهما كان حجم الإصابة.
وأكد المستشار الأسري الدكتور أحمد البليهد خطورة الكلاب الضالة، بل إن تأثيرها والخوف منها وخاصة للنساء والأطفال قد ينجم عنها أمراض نفسية تستمر مع الشخص ويصبح الخوف عادة ملازمة له، وهذا ما نلحظه في الحياة العامة عند مشاهدة الكلاب سواء الضالة أو التي يتم اقتناؤها من قبل البعض، مشيراً إلى أن ما نعهده من اهتمام بالجانب البيئي والصحة العامة في بلادنا المملكة أمر يدعو للاعتزاز ولكن تلك المشاهد والظواهر السلبية من انتشار الكلاب الضالة يضعف ويسبب مشاكل نحن في غنى عنها بأي حال من الأحوال، وعلى الجهات المختصة أن تتصدى لتلك الظاهرة وتكافحها بقوة وعدم التهاون في تركها تمرح وتسرح داخل الأحياء، بل أصبحت تنام عند الأبواب وهذه فاجعة عند خروج الشخص أياً كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً ليتفاجأ بتلك الكلاب بمخلفاتها ولعابها وأصواتها تقف عند باب منزلها.