د.عبدالعزيز الجار الله
لا أحد يستطيع إقناعنا مهما كانت مبرراته ومنطلقاته:
- أن الغزو التركي لسورية حتى وإن كان الشمال الشرقي السوري بطول 40 كيلومتراً وعرض 500 كيلومتر، أن الغزو التركي رحيم ولصالح الشعب السوري واستقرار سورية.
- وأن الغزو الإيراني للعراق هو غزو تداخل الجوار لصالح العراق وحمايته من الفوضى السياسية.
الغزو هو نفسه تداخل الجوار والرحيم هو احتلال، والصراع بين قوميات: العرب والترك والفرس والكرد صراع قديم وتاريخي، فقبل الإسلام كانت إيران هي إمبراطورية فارس هضبة فارس، وتركيا إمبراطورية بيزنطية، والكرد في جبالهم على الحدود مع إيران والعراق وتركيا وسورية. أما العرب في بلادهم: الجزيرة العربية، بلاد الرافدين، الهلال الخصيب، والشمال الإفريقي. هذه الخريطة القديمة هي نفسها التي يدور عليها الصراع الحاضر مع اختلاف ببعض المسميات، فارس أصبحت إيران، وبيزنطية العثمانية ثم تركيا الحديثة، وبقيت القومية العربية هي القومية الأم لأنها القومية الحاضنة للدين والتاريخ الإسلامي ولتعداد سكانها الكثر في جنوب آسيا وأفريقيا أي في الشرق الأوسط الحالي.
لذا يعد غزو تركيا لجنوب شرقي سورية غير مبرر، والسيطرة السياسية من إيران على العراق غير مبررة، فالذي تتبناه بعض الأصوات العربية من تبريرات الغزو هو خذلان عربي وأصوات نشاز، فالأمة والقومية العربية هي قومية أصيلة في المنطقة وهي من أسس دولة الخلافة الراشدة والعهد الإسلامي الذي في أحد مراحله زمن الدولة العباسية كاد أن يحكم أجزاء كبيرة من العالم بعد أن أقصى إمبراطورية بيزنطية وفارس والحبشة.
ما زال العرب هم أكبر القوميات والجسد القوي في العالم الإسلامي حتى لو كان يمر في ظروف صعبة سيأتي زمن يتغلب على جراحه ويستعيد عافيته.