د. صالح بن سعد اللحيدان
الدهاء صفة.. أو حالة من حالات العقل.
والأصل فيه أنه موهبة وقد لا ينفع فيه الاكتساب.
لكن المشكلة هنا أن كثيراً من الناس يقعون في الخلط من باب جهل الفقه بحقائق الحالات.. وحقائق الصفات فيطلقون مثلاً على القوي الرزين أنه: داهية.
ويطلقون على من دام في عمله الرفيع قرابة (60) عاماً مثلاً أنه داهية.
ويطلقون على القوي المؤثر داهية، كما لعلهم يطلقون على المحنك الذكي داهية.
وهكذا يقع الخطأ.
لكن في دهاليز العلم التحليلي هناك نقول النتيجة إن (الداهية) رجل عادي لكنه يمتاز بصفات تبين أنه كذلك لئلا تختلط الأوراق.
فمن صفاته النفسية على سبيل الإجمال:
1- أنه متواضع في سكناه ومركبه.
2- على سجيته دائماً.
3- حساس مع صراحة ظاهرة.
4- يكره جداً التمثيل والتقمص.
5- يميل للاعتدال جداً.
6- حازم جداً بروح مرنة.
7- يهابه من حوله.. ولا يخافون منه.
8- يكره القالة.
9- خشن اللباس غالباً.
10- عملي وسباق في: عقله.
11- يؤاخي ويصاحب المناول له.
12- شديد الحذر من الحيف حتى مع من لم يرده أو لم يرتح له.
13- قاس في قراراته لكنه يفوز لهيبته وصدقه وأمانته وصلاحه.
14- لا يمكن الخوف منه كما لا يمكن التردد في لقائه لكمال عقله وسؤددة.
15- يميل للانزواء.
16- غالباً يقنع المقابل له بكل أريحية.
17- في صوته (بحة ظاهرة).
ومن هذا الباب لا يحسن الخلط بينه وبين القوي الذكي .. أو بينه وبين النابغة القوي أو بينه وبين الجسور.
فالداهية موهوب وغير هذه الحالة قد تكتسب.
وقد وجد أن غالب الدهاة يساء فهمه لكثرة صمته وتلميحاته التي قد تفهم خطأ أو تفسر تفسيراً يطابق ما في نفس المتابع له مع نها غير ذلك ولا ترمي إلى شيء بحال على واضحة من سبيل مقيم.
ولعل أجمل صفات الداهية من الرجال والنساء كما أسلفت أنك تهابهما لكنك لا يمكنك الخوف من أي منهما لما تشعر عند حضورك بالأمن والراحة وهدوء البال.
فالدهاء على هذا هو:
1- شدة الفطنه.
2- وقيل الدهاء: القوة وعلو الهمة.
3- ويقال دهاه: إذا غلبه بعدل.
4- ويقال الدهاء: سعة الحيلة مع الحذر.
5- وقيل الدهاء: الغلبة بتمام الثقة.
6- وقيل الدهاء: المكر الخفي لحصول العدل الصحيح.
7- ويقال دهاه: أثر فيه.
8- وقيل الدهاء: القوة، والنباهة، والتأثير.
9- وقيل الدهاء: الاستحواذ على الآخر بلطف ونزاهة وصلاح مراد.
10- وقيل إنه غموض لطيف مؤثر.
ونجد اليوم ما يطلق عليه الدهاء المصطنع أو الاصطناعي وهو ما يعبر عن بـ: (Artificial Intelligence) وليس هذا محله ولكن ذكرته هنا من باب عموم الفائدة وهو يستخدم في كافة المجالات العلمية الدقيقة وكذا العملية وقد صار أصلاً مهماً في تطور التكنولوجيا في بعض الدول.