بداية عزيزي القارئ إن ما أقوم به هُنا من محاولات خجلى لقراءة المنتج الإلكتروني بين نظريتي التأثر والتأثير مُحمّلاً طاقتي المُجْتهدة في تتبع منتجنا الفضائي (الافتراضي) في مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا من النزر الذي يشخّص هذه الحالات في هذا المنتج الجديد (الإعلام الجديد) من خلال:
- المُمارس: صانع الفُرْجة.
- الوسيلة: الطريقة المستخدمة في مواقع التواصل الاجتماعي.
- المستقبل: الجمهور = المتابعون.
وتُقْرأ في ثلاث خشبات كما يقوله الرياضيون:
«الثقافة، الفكر، الأدب..» صحيح أننا تأخرنا في قرائتها ولكن يكفينا أن نأخذ من النبع الصافي قطرات عذبة، ومن البحر بعض أمواجه، ومن السيل اندفاعه دون زبده بالطبع !
ومع كل ذلك لم أزلّ مطمئنا أن هذه المواقع- والتي باتت شئنا ذلك أم أبينا المنصّة الإعلامية الأسرع والأقرب لنقل الأخبار والمعلومات والوقائع فقط بين يديّ القارئ شاشة عرض بحجم الكفّ ومفاتيح وأنامل تضربها بمطرقة الحروف لتنثر وروداً وأشواك بين الإرسال والاستقبال - تحتاج إلى مزيد من القراءات لفهم هذه الحالة وسبر أغوارها خصوصا في الإعلام والثقافة والاجتماع !
أعود في هذا المقال بالذات إلى «الفيس بوك» وجه الكتاب إن صحّت الترجمة فلم يأخذ من الكتاب سوى اسمه أما متن موقع فيس فتحتاج حلقات متصلة منفصلة لتأثيره والتأثر به سأنطلق من هوى العشّاق وادعاءات الفلسفة عبر محاور «سأدبغها» مناقشة معكم أيها القرّاء بشيء من التحليل:
أولا- هوى العشّاق :
والعشّاق في الفيس بوك باتوا مندسين في أبيات شِعْرية ويا حبذا غزلية لتشاهد كمية من الإعجابات والتعليقات الكثيرة وحين تقرأ هذه الأبيات أو السرد.. أو بضع كلمات تجدها عادية عارية من الجمال بل أغلبها ضعيف وبصياغة ركيكة فما السبب إذا ؟!
هو مجرد أن كاتب الخربشات الشعرية أو القصصية أو الكلمات المرصوصة تكتبها أنثى عندها تعرف أين خلل المقارنة فإذا عُرِف السبب بَطُل العجب !
في المقابل من يكتبها إعلامي مشهور أو معدّ برامج تلفازية أو مراسل لإذاعة متابعينها بالآلاف تجد الإعجابات والتعليقات كثيرة ومملة بل والله العظيم تقشعر منها الأبدان عجبا وقبحا !
هؤلاء يعتقدون أنهم في مأمن وأن ذلك من حقهم
يكتبون ما يشاؤون وفي الحقيقة لا أُسميه إلا هوى عُشّاقٍ فقط
وهُنا اسمحوا لي أيها القرّاء المبدعون سأحكي حكاية بسيطة ذكرها لي صديق لأكاديمية أزعجت متابعيها وأغلبهم من طبقة مع الخيل يا شقرا والقليل من العُشّاق ! المهم تأخذ هاتفها وتسجّل كل ما هب ودبّ من محاضرات وفعاليات معارض كتب وتعرضها مباشرة بطريقة سمجة ومجاملة مقيتة كما وصفها الصديق وعلّق تعليقا على صفحتها بأن تنتبه لإبداعها هي أين هو ؟ فحذفت تعليقه وألغت صداقته لا وأرسلت على الواتساب كلمات لا تليق بأكاديمية بل لا يكتبها سوى أبطال الدجيتال في قناة تافهة للأطفال !
قلت له ضاحكا: يا صاحبي لو مدحت ما تصوره لكان أفضل وكنت ممن صابهم حمى العشّاق !
أما المحور الثاني: ادعاءات الفلسفة فحدّث عن ذلك بلا حرج والحقيقة احترت هل أدلف في موضوع كاتب حذف اسمه من كتابه وزج به في غياهب النسيان بعد أن انتهت إعارته أم الألفاظ المتراشقة بين الثلاثة الذين خلّفوا !
أم فيلسوف باتت صفحته على الفيس بوك مزارا لتبادل الشتائم والسباب بين مؤيد ومعارض لما يكتبه من مقالات قصيرة أو متوسطة أو بعيدة المدى ولا أخفيكم قُرّائي أغلب ما يسطره في صفحته على الفيس بوك خيالات سياسي بائس لم يأخذ منها سوى اسمها أو ناقد يشهد له القاصي والداني بعدم موضوعيته إلا قليلا. المهم للأمانة هناك صفحات مشرقة على الفيس لكتّاب وأكاديميين محترمين ما يكتبونه يعد أملاً بعافية الثقافة وجدية الطرح بعيداً عن هوى عشّاق الحرف اللولبي وشهرة الكلمات وقد السطر وتحميله ما لا يحتمل !
والحقيقة ادعاءات الفلسفة كثيرة في منتديات البعض منها كسبت احترامه والكثير حاول يدخل المغارة فسقطت صخرة عليه فشجّ رأسه بعد أن كان يحلم أن يكون من أصحاب الصفوف الأولى وأيضا من باب الفلسفة.
أخيرا إن الفيس بوك بات غير آمن لكثير من مستخدميه وارتحلوا إلى مواقع أخرى أكثر حظوة وشهرة ولكن لم يبقَ في هذا الفيس بوك سوى العشّاق للكلمة الكاذبة ولوجها المشوّه وقوام السطر القبيح والمجاملة المقيتة، وباتت صفحات الفلسفة بين الأكاديميين تصفية حسابات شخصية وللأسف بعيدة كل البعد عن الثقافة والأدب والنقد والفكر، وأصبحت وكلي مرارة وألم أن أكتب ذلك مزاراً بائساً للمتابعين !!
** **
- علي الزهراني (السعلي)