سمر المقرن
قرأت عن دراسة أميريكية تحذر من مادة «التريكلوسان» الموجودة في بعض معاجين الأسنان والصابون والمعقمات المنزلية وأدوات التجميل، بل وأحيانا في الأثاث ولعب الأطفال وأدوية معالجة حب الشباب بل وبعض الأحذية أيضا.
وأكد علماء في جامعة ماساتشوستس الأميريكية أنها تتسبب بالإصابة بسرطان القولون والتهابه. وأخشى ما أخشاه أن تزايد مشاكل القولون في مجتمعنا أن تكون هذه المادة أحد أسبابه ونحن لا نعلم! إذ أنها إلى اليوم وبحسب اطلاعي ليست محظورة -بكميات بسيطة- إنما يوجد تحذيرات من استخدام الصغار لها!
وأعتقد أن أكثر من هو معرض للضرر من هذه المادة هنّ النساء، وإذا كان قدر كثير منهنّ في وطننا العربي أن يقفن في المطابخ من أجل إطعام الصغار والكبار، ويغسلن في النهاية أهرام من الأواني المتسخة، فلا أقل من أن نجعلها تبتعد بعد المشرقين عن هذه المادة الخطيرة جدا سواء بتقليل فترات تواجدها بين الأواني أو بشراء مواد بديلة أخرى لمنتجات لا تحتوي على التريكلوسان المضادة للبكتريا، إضافة إلى وضع تحذير بشكل بارز على العبوة من هذه المادة، ليصبح هنا (الوعي) هو المتسيّد.
وللمعلومية، فقد أصدرت هيئة الغذاء والدواء بأمريكا قرارا بمنع استخدام هذه المادة في المنتجات الطبية، كما صنفها معهد تقويم المخاطر الألماني الاتحادي في المرتبة السادسة من بين 500 مادة بأنها تثير الشبهات وغير آمنة وطالبوا بحظر استخدامها في كل المنتجات وليس في المجالات الطبية فقط. وهي ليست بحديثة إنما كانت تستخدم كمضاد للبكتيريا ومعقم منذ نصف قرن، وعند استخدامها تتسلل عبر الدم لجسم الإنسان، وتؤدي لاضطراب في الجهاز المناعي وتؤثر سلباً على الرئتين والجهاز العصبي، وقد تسبب أنواعاً خطيرة من الحساسية. وأكد علماء كنديون أن هذه المادة تسبب أيضا مشاكل في الخصوبة وقد تؤدي للعقم، والأخطر أنها تستخدم أحياناً في معالجة التهاب البشرة العصبي للأطفال! فما الداعي لاستخدامها؟ لا سيما أن العلماء فضلوا استخدام الصابون العادي والماء بدلا من التريكلوسان التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها (تهدد الأمن الصحي العالمي) وأشاروا أن المواد البديلة الخالية منها أفضل بكثير وتؤدي لنتائج أفضل، كما أوضحوا أن نسبة كبيرة من السيدات على مستوى العالم أصبن بمرض هشاشة العظام تحديداً بسبب استخدام تلك المادة بصفة يومية تقريبا عند غسيل الأواني وأدت إلى فقدان كتلة العظم التي لم يتم إعادة بنائها في أنسجة جسم النساء مما أدى للإصابة بالمرض وبخاصة بعد سن الثلاثين.. وبعد هذا كلّه، ألا يجب علينا الابتعاد عنها فورا لتكون حياتنا خالية من «التريكلوسان»...؟!