هالة الناصر
لن يمر ما حدث من إقبال جماهيري من قبل المراهقين والمراهقات على حضور حفل الفرقة الكورية BTS مرور الكرام على المهتمين بدراسة المجتمع السعودي أو حتى غيرهم ممن يهمهم شأن هذا المجتمع الطيب الذي كما قال ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- بأن مجتمعنا كان مختطفاً لثلاثين عاماً مضت، ما حدث من تدفق عشرات الآلاف من المواطنين والمواطنات على إستاد الملك فهد الدولي من أجل حضور حفلة الفرقة الكورية ونفاد تذاكر الحفلة كاملة بعد ساعات من عرضها للبيع رغم أن أسعار التذاكر لم تكن قليلة، بل كانت أقل التذاكر سعراً ما يقارب الستمائة ريال، هذا التدفق الهائل من المراهقين يثبت فعلاً ما قاله ولي العهد -حفظه الله- بأن مجتمعنا كان مختطفاً وتمت إعادته من بين كهوف مختطفيه، لو حدثت معجزة وأقيمت هذه الحفلة في سنوات ماضية لم يكن يحضرها أحد خوفاً من هادمي اللحظات الذين يندفعون بكل جهل لهدم كل لحظة حياة جميلة ويرفضون أن ترى أو تسمع أو تعيش إلا وفق ما يريدون، كانت كل مناسبة لا تمر دون أن يخربوها بحجج متعددة، وبعد أن منَّ الله علينا بهذا القائد المجدِّد وعاد مجتمعنا ليصبح طبيعياً أصبحنا نشاهد الآلاف من الناس يحضرون جميع أنواع المناسبات دون أي مشكلة تعكِّر صفو التجمعات والفرح، كانوا يوهمونا بأن عمل المرأة جريمة، وبأن قيادة المرأة للسيارة جريمة، بل وكارثة، وبأن الاختلاط سينهي الأخلاق وسيهدم المجتمع وبعد سنوات من حدوث كل هذا لم يحدث شيء مما كانوا يحذّرونا منه، بل على العكس أصبح كل شاب وفتاة يحرص على الظهور بما يليق من أخلاق وإن حدثت حوادث فهي فردية أقل من الحوادث التي كانت في أزمنة اختطافهم لمجتمعنا، والتي وصلت في سنة من السنوات لما يقارب المليون قضية تقتضي توقيع تعهد ووضع ملف أخلاقي يطارد كل شاب وفتاة إلى أن يشاء الله، جمهور الفرقة الكورية كان موجوداً منذ عشرات السنين ولم تمنعه الوصاية على المجتمع من ممارسة إعجابه ومتابعة فرقته الموسيقية المفضلة،كل ما حدث هو أنه ظهر عندما رفعت الوصاية عن المجتمع وكشف بأنك مهما اختطفت المجتمع ومارست الوصاية عليه لن تستطيع منعه من ممارسة حقه الطبيعي في الحياة،كل ما حدث بأنه جعلك تكتشف بأنك كنت تعيش خارج الزمن وخلف جدران الحياة.