سهوب بغدادي
أصدر ملكنا سلمان آل سعود -حفظه الله ورعاه- في السادس من شهر محرم عام 1439 هـ الموافق 26 سبتمبر 2017،- بيانًا يقتضي بالسماح للمرأة السعودية بالقيادة وفقا للضوابط الشرعية على أن يكون التنفيذ ابتداءً من يوم 10 شوال 1439 هـ الموافق 24 يونيو 2018 . وها هي الشوارع تمتلئ بالنساء المتمكنات من القيادة، فيما يلتزمن بقواعد المرور والسلامة على الطريق بشكل ملفت للانتباه. لقد وجدت فارقا كبيرا بين المواد النظرية والعملية الخاصة بمدارس تعليم القيادة في المملكة العربية السعودية وتلك الأخرى في الولايات المتحدة الأميركية, وكان الاختلاف من حيث عمق المعلومة وثراء التدريب العملي وإن قل عدد الساعات, فلقد تدربت تدريبا عمليا على القيادة في أميركا بمعدل 20 ساعة ولم أكن واثقة من تمكني من القيادة والثبات على الطريق في المقابل, تدربت في المدرسة السعودية للقيادة للنساء في جامعة الأميرة نورة بمعدل 12 ساعة خرجت عقبها واثقة في تمكني من القيادة والثبات أكثر من تلك الساعات التي ذهبت مع الرياح, بل وأثناء شرحي لبعض الرجال في عائلتي عن بعض «التكنيكات» والقواعد الخاصة بالإشارات عند الخروج من المواقف والمسارات المختلفة داخل الدوار تفاجأت بعدم علمهم المسبق بهذه الأمور المهمة! في هذا النسق أذكر لكم كيف تقود النساء السعوديات في المملكة. إن تلقي التعليم الجيد قبيل البدء في أي عمل يعد من أساسيات نجاح العملية بأكملها، قيادة المرأة السعودية تتميز بالاعتناء بالتفاصيل والفن والذوق ومراعاة الآخرين. وأشدد على تلك الأخيرة في أحد الصباحات المكتظة في مدينة الرياض عندما وقفت في التقاطع لمدة 5 دقائق أنتظر الضوء الأخضر من أي مركبة على الطريق الرئيس لتسمح لي بالدخول، وقعت في حيرة من أمري حقيقة ولكنني ذهلت بتلك المركبة التي توقف سير الجميع لتقف لي وتدعني أنحرف إلى الطريق أخيرا، نظرت إلى من بداخل المركبة فوجدتها فتاة تبتسم لي ابتسامة مشرقة وتشير لي بيدها (تفضلي) فرددت الابتسامة بالابتسامة ومضيت سعيدة وفخورة بهذا اللطف والذوق غير المستغرب. إن شفرة القيادة النسائية في السعودية هي (اللطف والذوق والانضباط) وكفى.