أحمد بن عبدالرحمن الجبير
ارتبط برنامج (أجفند) بسمو الأمير طلال بن عبد العزيز -رحمه الله- وما إن يذكر اسم (أجفند) والفقر، والتنمية والسلام، حتى يذكر اسم السعودية، وسمو الراحل الكبير الأمير طلال فقد كان(أجفند) مسارا من مسارات القوة الناعمة المؤثرة سعوديا على المستوى الدولي والإقليمي، وقد كان الراحل صانعا للأفكار، ومعبرا عنها بالجانب الإنساني والأخلاقي.
و(أجفند) هو اختصار لبرنامج الخليج العربي للتنمية، وهو منظمة إقليمية مقرها الرياض، وتم إنشاؤه عام 1980م بمبادرة من سمو الأمير طلال بن عبد العزيز -رحمه الله- وبدعم من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ويعمل(أجفند) في مجال التنمية، والقضاء على الفقر من خلال شراكة مع منظمة الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية، ومؤسسات المجتمع المدني.
وقد ساعد برنامج (أجفند) منذ تأسيسه في دعم، وتمويل 1578 مشروعا في 133 دولة، وتجاوز عدد المستفيدين 4,500,000 فرد، وهناك 100 مليون دولار تضخ سنويًا في مختلف الأنشطة والمشاريع، لمحاربة الفقر، وتمكين المرأة، والطفل والأسرة، وطمأنتهم على مستقبلهم، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
اختتم منتدى (أجفند) أعماله في جنيف الأسبوع الماضي، ومنحت فيه جائزة سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز -رحمه الله- بحضور سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال رئيس لجنة الجائزة، والسفير السعودي في سويسرا سمو الأمير منصور بن ناصر، وملكة إسبانيا، والمدير التنفيذي لمعهد الأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لأجفند.
وفتح (أجفند) آفاقاً جديدة لصالح المجتمعات الفقيرة، والضعيفة في الدول النامية، وأصحاب الاحتياجات الخاصة، والمشردين واللاجئين، وطور معارفهم، وحسن مهاراتهم، وساعدهم على تلبية متطلبات سوق العمل، والحصول على فرص العمل، ودعم المرأة، والطفل والأسرة، ومكنهم من ممارسة حقوقهم.
وأكد سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال أنه تم تغيير اسم الجائزة من (أجفند) إلى جائزة الأمير طلال بن عبدالعزيز الدولية، تخليدًا لذكراه -رحمه الله- وتم في الحفل تكريم 4 مشروعات فائزة في مجال مكافحة الفقر، والخدمات الانسانية، وتم عقد عدة ندوات، وورش عمل، ودورات تدريبية في التنمية، وأيضا تم عقد ندوة عن تمكين المرأة من خلال الشمول المالي، ونشر ثقافة التنمية المستدامة وتمكين الشرائح الضعيفة من تحسين، وتطوير مجتمعاتهم.
لذا ينبغي على بنوكنا المحلية دعم برامج (أجفند) وتقديم المساعدات لهم من خلال البرنامج، ومن أجل التخفيف من معاناتهم، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، ومنحهم القروض الميسرة ودعم المشاريع الصغيرة، والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتفعيل المسؤولية الاجتماعية ودعم الأعمال الخيرية.
ونأمل من جميع الأغنياء والموسرين، والمؤسسات المالية العامة والخاصة، ورجال الأعمال والصحافة، والإعلام المرئي والمسموع، وقنوات التواصل الاجتماعي التفاعل الجاد مع مساعي برنامج (أجفند) الحميدة والخيرة، ودعم المحتاجين، فشكرا لسمو الأمير عبدالعزيز بن طلال، والشكر موصول لكل من ساهم في دعم برنامج (أجفند) مالياً، ومعنوياً.