محمد المنيف
رحل عبدالله الشيخ وقبله راحلون آخرون، وكان ثمار الفن التشكيلي الألذ والأكثر نفعاً تتساقط.. رحل السليم والرضوي والعمير وسيام وغيرهم كثير. وكأنهم لم يكونوا بيننا ناثرين في الساحة عطاءهم لا ينتظرون مقابل، رحلوا دون أن يمنح أيّ منهم ما يستحق.
لا اعتراض على قدر الله.. ودعاؤنا لهم بالرحمة والمغفرة؛ لكن السؤال الذي يتردد كثيراً من التشكيليين الأحياء أو ممن سمع ورأى أو كان قريباً بحكم الزمالة في المجال.. أين دور أبنائهم قبل دور المؤسسات. لماذا لا نرى مواقع وصفحات إلكترونية تتضمن سيرهم وأعمالهم وصورهم وذكرياتهم مع من أحبهم وأحبوه. لماذا لا نرى حضوراً لأعمالهم في المعارض إلا ما ندر ولو من باب التذكير بهم للأجيال الجديدة..؟.
لماذا يرفض بعض أبناء الراحلين التشكيليين تزويد الباحثين والمؤلفين بالمعلومات التي تسند إصداراتهم أو بحوثهم؟.. ولماذا يمانعون ويضعون شروطاً تعجيزية عند الطلب لعرض لوحات آبائهم -رحمهم الله-.. إن حضور لوحاتهم يعد حضوراً روحياً لهم يدفع بالمشاهد لها بالترحم عليهم مع ما يضفيه الحضور من إثبات حقهم الإعلامي أمام أجيال، أجزم أن الكثير منهم لا يعلمون شيئاً عن أدوار الفنانين الراحلين وجهودهم الكبيرة كونهم جيل التأسيس.
أضيف جانب المؤسسات المعنية التي تعتبر ملزمة بتوثيق الإبداع والمبدعين في كل الفنون، التي تتحمل المسؤولية كما هي في دول قريبة أو عالمية تعرفنا على مبدعيهم من خلال ما أصدر عنهم من كتب أكثر توثيقاً مما يتردد في سبل التواصل، من خلال إعلان مسابقة ثقافية تتحدد في التأليف كل في تخصصه إذا علمنا أن لدينا أسماء وأقلام لها تجاربها الطويلة في الرصد والتوثيق وكذا التحليل والقراءات الفنية رافقت مسار الفنون التشكيلية.