سامى اليوسف
«المزهرية»، من أجمل وأعذب ما تغنى به الموسيقار الفذ عبادي الجوهر لمهندس الكلمة بدر بن عبد المحسن، شهدت باريس ولادتها، ولم تكتمل نصاً ولحناً إلا بعد عامين من التردد على عاصمة النور والعطر.
بعيداً عن هذا المدخل الفخم، الفاخر في تاريخ الأغنية السعودية، تماشياً مع «موسم الرياض»، تبرز في المقابل أسوأ صفة في الرجل حينما يتحول إلى «مزهرية»، وتعظم مساوئ هذه الصفة البشعة وتتمدد آثارها القاتلة عندما يكون هذا الرجل راعياً ومسؤولاً، مثلاً: مدير فريق، مدرب، رئيس لجنة، رئيس ناد، أو رئيس اتحاد لأي لعبة في الوسط الرياضي.
يزداد المشهد قتامةً عندما يكون المسؤول فاقداً للرأي، والشخصية، غارقاً في السلبية، بلا هوية، مسلوب الإرادة، تبعاً ينتظر الإملاءات لصياغة قراره، هنا يكبر الضرر، وتُشرع الأبواب لكل الآفات التي تصيب الجسد الرياضي بالأمراض المزمنة بسبب تفشي المحسوبية والكيل بمكيالين وازدواجية المعايير، وبالتالي تغيب العدالة، فتموت النزاهة وتوأد في حينها.
تبعاً لذلك تتسع رقعة الاحتقان، وتتأجج المشاعر وتستعر نار التعصب الرياضي في المدرجات والبرامج الرياضية خاصة إذا قادها المتعصبون من المشجعين الذين يظهرون عبر الفضاء بثوب الإعلاميين، وهم أبعد ما يكونون عن هذه الصفة فكراً وعملاً.
المسؤول «المزهرية» باختصار هو رجل غير جدير بالاحترام، لأنه في الأصل لم يحترم نفسه، بعد أن ارتضى لنفسه أن يكون أداةً بيد الغير.
حضوره يشابه غيابه ..!