علي الصحن
البيان الصحفي في العادة هو خطاب مكتوب أو مسجل موجه لوسائل الإعلام بغرض تقديم إيضاحات معينة ذات أهمية، يضمن مصدره من خلاله إيصال رسالته بالنص الذي يريد دون أن تؤثر عليه اجتهادات أوعواطف أو طريقة تفكير ناقله، كما يحدث في بعض التصريحات التي يريد منها المتحدث شيئاً، وربما فهم الناقل أو الناس شيئاً آخر مختلفا تماما!!
والبيان عند أهل اللغة هو الظهور والكشف والفصاحة، وهو أحد ثلاثة علوم يتضمنها علم البلاغة، ويفترض في البيان بالطبع المصداقية وسلامة اللغة واستخدام عبارات مفهومة غير قابلة لتفسيرات مختلفة والحيادية.
في الرياضة تصدر دائماً بيانات مختلفة تهدف إلى تقديم معلومة جديدة (خبر) أو تصحيح معلومة قائمة أو الإجابة عن أسئلة متناثرة.
في البيانات الرياضية أصبحنا نقرأ الفعل وردة الفعل، صدر بيان نادي النصر وتحدث عن عدة أمور، لم يصدر أي رد رسمي عليها باستثناء البيان الشبابي الذي كان حديث الشارع الرياضي بقوته ومدلولاته والعبارات التي تضمنها.
توقع الجميع أن تصدر إيضاحات مكتوبة من الاتحاد السعودي لكرة القدم على البيان النصراوي، لكن ذلك لم يحدث، ربما لأن الاتحاد مشغول بالأهم وهو المنتخب، وربما لأنه لا يريد إيضاح الواضح وتعريف المعروف، أو لكونه لا يريد الخوض في كل حديث، والدخول في معارك من هذا النوع (علماً بأن وجود متحدث رسمي مطلع ومتمكن ومتفرغ ربما يغنيه ويكفيه العناء في هذا الشأن).
هنا أشير إلى أن بعض البيانات تصدر دون قناعة من أصدرها، وهو يدري أنها تحوي مغالطات وحججا واهية، غير أن صاحبها يريد أن يهرب من مشاكله ويسعى لوضع غطاء على أخطائه ويجر متابعيه ومن يناقشه إلى الهامش والقشور، بعيداً عن اللب وصلب الأمور.
ربما يكون مقبولاً صمت اتحاد الكرة، لكن أين لجنة الانضباط عن المعلومات غير الصحيحة والاتهامات والتزييف وتأجيج الناس الذي تحمله بعض البيانات؟ لماذا لا تحقق فيها وتصدر ما يلزم بشأنها، وهل صمتها يعني الموافقة وشرعنة ما حملته؟
أخيراً فإن البيان يفترض أن يأتي بلغة صحيحة لإيضاح الحقائق، وليس بلغة مكسرة للالتفاف عليها.