إبراهيم بن سعد الماجد
في مساء من مساءات جدة (الاثنين 15 صفر 1441هـ)، وبدعوة مقدَّرة، وبرعاية أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، حضر الاعتدال من خلال مبضع الجراح الماهر، بل وحضرت الرسالة الإسلامية الخالدة، التي قال عنها سيد البشر، ومُعلم الخير (الدين المعاملة) صلى الله عليه وسلم.
معهد الأمير خالد الفيصل الذي تحتضنه جامعة الملك عبدالعزيز، كان المرشح لدورته الثالثة للاعتدال معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، هذا العلم الشامخ من خلال مبضعه الدقيق، الذي لم يكن مبضع أجساد فحسب، بل تعدى ذلك إلى القلوب، هداية وإنقاذاً من الضلالة.
فاز هذا الرجل المفخرة للوطن، وقبل فوزه كان الوطن قد فاز من خلال عشرات العمليات التي جاءت من كل أنحاء العالم، بحثاً عن حياة طبيعية، فعاد بعضها بحياة أبدية! وذلك بدخوله هذا الدين العظيم.
أمسية جمَّلها المانح أمير الكلمة، والممنوح صاحب المبضع المعجزة.
حقاً جاءت الجائزة لمن يستحقها، فهو الحري بأكثر من جائزة، جمع الله لمعاليه العلم والخُلق الرفيع، والصدق في العطاء، ولذا بارك الله في أنامله، وأنار بصيرته، كما أنار بصره.
رسالة الإسلام التي هي رسالة بلادنا المملكة العربية السعودية، لا تقف عند حدّ الأمور المادية أو المعنوية، بل تتعداها إلى الروحية.. والحياة الأبدية، والمتابع لكثير من مشاريعنا الدولية يلمس فيها هذه المعاني.
معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال، يخطو خطوات واثقة في رسالته السامية، التي هي حاجة العالم بأسره، خاصة في هذه السنوات المتأخرة، حيث ظهرت الجماعات والأحزاب، والفكر والأفكار التي يغلب عليها مجانبة الاعتدال، إلى التطرف، سواء ذات اليمين أو ذات الشمال، وهذا المعهد الذي يرأس مجلس أمنائه الأمير خالد الفيصل لا شك أنه أدى وسيؤدي دوراً في غاية الأهمية، وسيكون له حضوره الفكري والحضاري المقدّر محلياً وعربياً وإسلامياً ودولياً.
سرَّني كثيراً فقرات الحفل، ودقة التنظيم، التي كانت مُبهجة، فجمع الله في هذه الليلة لوحات من الإبداع، المادي والمعنوي المبهر.
شكراً لأمير الفكر والعطاء والإبداع، وشكراً وهنيئاً لوزير التفوّق.. طبيب الأجساد والقلوب، وشكراً لواحة العلم والتفوّق ممثلة بمديرها وشكراً للمعهد ممثلاً بأمينه، ولكل فريق التميز والإبداع من شباب وشابات هذا الوطن.